( 1 )
لم أقضي صباحا في حياتي ، يلفني فيه مثل هذا الأنس ،
فلتقبلي أمتناني لرشة العطر المنعشة ،
التي ضمخت بها صباحي اليوم ،
سلمت يداك !
حبيبتي ،
لم يبق الا أن أرسل لك قلبي يتخبط في دمه ،
لتتأكدي من طفولته رغم مرور السنين ،
من صدقه رغم كثرة الكاذبين ،
و ليطمئن قلبك ،
فأما أن ترديه ، بعد " الفحص والتمحيص " ، وأما أن تبقيه لديك !
لن تصدقي أنني أرتجل الكلمات ، ولا أتحسب لها ،
فكل الكلمات التي تقرأين ، تتراقص في فكري ووجداني ،
وتنساب على قلمي دون أي تدخل مني ..
لتتلمس الطريق الي قلبك !
حبيبتي ،
تنفخين برقة ، أنفاسك الزكية ،
في سحاباتك المترعة بماء الوجد ،
لتغمرني بسقيا حب ،
طالما شقيت لأبلل به شفاه قلبي التي شققتها اللهفة !
ثم تدعيني أتخبط في نهر كلماتك ،
المضمخة بالعطر ،
المضوعة بالياسمين ،
أغطس تارة وأطفو أخرى !
متلهف أنا لرؤياك ،
تلهف من تلقى "دعما" من فاعل خير ،
أخفى شخصيته " رقيا " ،
وهو " يتوسل " رؤيته " أمتنانا " !
حبيبتي ،
أخيرا سأدخل المدرسة ،
ضيعت كل ما مضي من عمري ،
في التسكع ،
كنت أخدع نفسي أنني أدرس وأتعلم ،
بل من فرط تسكعي ، أوهمت نفسي أنني أعلم !
وها أنا ذا أتوب وأستقيم ، وأجلس في محراب حبك لأتعلم ،
حبك يلبس ثوب معلم حكيم ، حازم وحنون ،
دخل المحراب ، رمقني بنظرة فضول ،
أخاله يتمتم : من هذا التلميذ الغرير ؟ّ!
هيه ..غدا يتعلم !
درسنا اليوم أيها الصغار ،
من حديثي العهد بالحب الحقيقي هو ..
النبل !
( 2 )
حبيبتي ..
هل أتاك نبأ ذاك المجذوب الذي يحكون عنه ،
مكث ثلاثين سنة يجوب الطرقات ويغشى الحارات ،
ويظل يمشي حتى يخرج الي الصعدات ،
ينوح : يارب ، أما آن لقلبي أن يستريح ..؟!
حتى يتفيئ ظلال شجرة ، فيغلبه النعاس أمنة ورحمة !
.. يفيق على صوت سماوي ينزل على قلبه بردا وسلاما ،
يهمس ، قم ، فقد لبي طلبك !
يفرك عينيه فيراك ،
متألقة تشيرين اليه ،
هلم فأنا حبك !
يجري نحوك متعثرا ، غير مصدق ،
يقترب ظمآنا ،
يعشم قلبه بلمسة من كفيك تبرده ،
بلثمة من شفتيك ترويه ،
باغفاءة في حضنك تذهب ضناه ،
بساعة في عينيك يستروحها ،
فيصدمه السجان !
هيهات ..
ليس قبل نار تكويك ، ونور يغشاك ،
ليس قبل أن تذوب وتنصهر ،
وتتبخر في الفضاء ،
فتستحيل سحابة تعلوها لتستسقي منك ،
أو نجمة تنير لها ، لتستضيء بك !
حبيبتي ،
أنت أجمل وأرق عطر تخلل قلبي ،
وروحي وعقلي ومخي وعصبي وكياني،
كل الأغاني كانت لوحات على حائطي ،
ليجيئ حبك فينفخ فيها الروح ،
لتغمسني في الوله بطيفك وصوتك ،
أخالك باقة من نور ،
تضيئ الطريق للحيارى المحرومين !
حبيبتي ،
ماتزال زخات حبك ، عطرك ، عشقك ،
أنوارك وأفراحك، صباك ودلالك ،
تهطل وتغمر، تغذي وتغسل !
زيديني حبيبتي ،
من صباحاتك المترعة بعبير التفاح ،
الغارقة في الفرح !
( 3 )
حبيبتي ..
حبيبتي .. ناضجة ،
سوتها أيامي وليالي ،
على نار هادئة ،
حتى نضجت وطابت ،
شفت روحها ،
سمت أفكارها ،
وتألق رونقها ،
ليسفر عن وجه يتلألأ بالنور ،
يفيض بالبشر والتبسم !
عن قلب من ذهب ،
أصالة وفخامة ،
نقاءا وبريقا !
عن تفاحة ندية ،
أرضت وأروت كل الحواس ،
النظر بجمالها الفتان ،
الشم بعبيرها الأخاذ ،
اللمس بخدها الوسنان ،
الذوق بطعمها الشهي !
عن تكوين منمنم جميل ،
كالمنمنمات الفارسية ،
دقة ورشاقة ،
ألوانا وزهورا ،
ابداعا يأخذ الألباب !
حبيبتي موسيقى ،
تدلل القلوب ،
تنثر الطرب !
هادئة ، صاخبة ،
غامرة ، حاشدة ،
حبيبتي ، مدهشة !
هنيئا لك بحبيبتك الكاملة .. أدهشتنا على دهشتك .. شكرا على البهجة .
ReplyDeleteشكرا على الرقي والذوق ، لك مني كل الحب والتقدير
ReplyDeleteأنت موسيقى وكلماتك عبق المعازف
ReplyDeleteرااااااااااااائعة شخبطاتك تسحرني
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~كاتب فنان ..يرسم بالكلمات الوان ...ويعزف بالكلمات ألحان .......ويطربنا ....بشدوه الأخاذ............ابداع فنى أخاذ ........................سلمت كاتبنا واديبنا .......ابداع
ReplyDelete