Search This Blog

Monday, July 11, 2011

حبيبتي ..

( 1 )

لم أقضي صباحا في حياتي ، يلفني فيه مثل هذا الأنس ،
فلتقبلي أمتناني لرشة العطر المنعشة ،
التي ضمخت بها صباحي اليوم ،
سلمت يداك  !

حبيبتي ،
لم يبق الا أن أرسل لك قلبي يتخبط في دمه ،
لتتأكدي من طفولته رغم مرور السنين ،
من صدقه رغم كثرة الكاذبين ،
و ليطمئن قلبك ،
فأما أن ترديه ، بعد " الفحص والتمحيص " ، وأما أن تبقيه لديك !
لن تصدقي أنني أرتجل الكلمات ، ولا أتحسب لها ،
فكل الكلمات التي تقرأين ، تتراقص في فكري ووجداني ،
وتنساب على قلمي دون أي تدخل مني  ..
لتتلمس الطريق الي قلبك  !

حبيبتي ،
تنفخين برقة ، أنفاسك الزكية ،
في سحاباتك المترعة بماء الوجد ،
لتغمرني بسقيا حب ،
طالما شقيت لأبلل به شفاه قلبي التي شققتها اللهفة  !
ثم تدعيني أتخبط في نهر كلماتك ،
المضمخة بالعطر ،
المضوعة بالياسمين ،
أغطس تارة وأطفو أخرى  !
متلهف أنا لرؤياك ،
تلهف من تلقى "دعما" من فاعل خير ،
أخفى شخصيته " رقيا " ،
وهو " يتوسل "  رؤيته " أمتنانا " !

حبيبتي ،
أخيرا سأدخل المدرسة ،
ضيعت كل ما مضي من عمري ،
في التسكع ،
كنت أخدع نفسي أنني أدرس وأتعلم ،
بل من فرط تسكعي ، أوهمت نفسي أنني أعلم  !
وها أنا ذا أتوب وأستقيم ، وأجلس في محراب حبك لأتعلم ،
حبك يلبس ثوب معلم حكيم ، حازم وحنون ،
دخل المحراب ، رمقني بنظرة فضول ،
أخاله يتمتم : من هذا التلميذ الغرير ؟ّ!
هيه ..غدا يتعلم  !
درسنا اليوم أيها الصغار ،
من حديثي العهد بالحب الحقيقي هو ..
النبل  !

( 2 )
حبيبتي ..
هل أتاك نبأ ذاك المجذوب الذي يحكون عنه ،
مكث ثلاثين سنة يجوب الطرقات ويغشى الحارات ،
ويظل يمشي حتى يخرج الي الصعدات ،
ينوح : يارب ، أما آن لقلبي أن يستريح ..؟!
حتى يتفيئ ظلال شجرة ، فيغلبه النعاس أمنة ورحمة  !
 ..  يفيق على صوت سماوي ينزل على قلبه بردا وسلاما ،
يهمس ، قم ، فقد لبي طلبك  !
يفرك عينيه فيراك ،
متألقة تشيرين اليه ،
هلم فأنا حبك  !
يجري نحوك متعثرا ، غير مصدق ،
يقترب ظمآنا ،
يعشم قلبه بلمسة من كفيك تبرده ،
بلثمة من شفتيك ترويه ،
باغفاءة في حضنك تذهب ضناه ،
بساعة في عينيك يستروحها ،
فيصدمه السجان  !
هيهات  ..
ليس قبل نار تكويك ، ونور يغشاك ،
ليس قبل أن تذوب وتنصهر ،
وتتبخر في الفضاء ،
فتستحيل سحابة تعلوها لتستسقي منك ،
أو نجمة تنير لها ، لتستضيء بك  !
حبيبتي ،
أنت أجمل وأرق عطر تخلل قلبي ،
وروحي وعقلي ومخي وعصبي وكياني،
كل الأغاني كانت لوحات على حائطي ،
ليجيئ حبك فينفخ فيها الروح ،
لتغمسني في الوله بطيفك وصوتك ،
أخالك باقة من نور  ،
تضيئ الطريق للحيارى المحرومين  !

حبيبتي ،
ماتزال زخات حبك ، عطرك ، عشقك ،
أنوارك وأفراحك، صباك ودلالك ،
تهطل وتغمر، تغذي وتغسل  !
زيديني حبيبتي ،
من صباحاتك المترعة بعبير التفاح ،
الغارقة في الفرح  !

( 3 )

حبيبتي  ..
حبيبتي .. ناضجة  ،
سوتها أيامي وليالي ،
على نار هادئة ،
حتى نضجت وطابت ،
شفت روحها ،
سمت أفكارها ،
وتألق رونقها ،
ليسفر عن وجه يتلألأ بالنور ،
يفيض بالبشر والتبسم  !
عن قلب من ذهب ،
أصالة  وفخامة ،
نقاءا وبريقا  !
عن تفاحة ندية ،
أرضت وأروت  كل الحواس ،
النظر بجمالها الفتان ،
الشم بعبيرها الأخاذ ،
اللمس بخدها الوسنان ،
الذوق بطعمها الشهي  !
عن تكوين منمنم جميل ،
كالمنمنمات الفارسية ،
دقة ورشاقة ،
ألوانا وزهورا ،
ابداعا يأخذ الألباب  !
حبيبتي موسيقى ،
تدلل القلوب ،
تنثر الطرب  !
هادئة ، صاخبة ،
غامرة ، حاشدة ،
حبيبتي ، مدهشة  !

4 comments:

  1. هنيئا لك بحبيبتك الكاملة .. أدهشتنا على دهشتك .. شكرا على البهجة .

    ReplyDelete
  2. شكرا على الرقي والذوق ، لك مني كل الحب والتقدير

    ReplyDelete
  3. محمد العدويJuly 19, 2011 at 8:07 AM

    أنت موسيقى وكلماتك عبق المعازف
    رااااااااااااائعة شخبطاتك تسحرني

    ReplyDelete
  4. ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~كاتب فنان ..يرسم بالكلمات الوان ...ويعزف بالكلمات ألحان .......ويطربنا ....بشدوه الأخاذ............ابداع فنى أخاذ ........................سلمت كاتبنا واديبنا .......ابداع

    ReplyDelete