أطلت علينا بدعة "الفيسبوك " التى أرجو أن تكون حسنة ،
لتبشرنا بعصر " عولمة الصداقة "
وفتح مزاد جمع الأصدقاء .. بلا سقف !
ولأننا الآن " متلقون " ،
أنطلقنا فرحين ننشئ الصفحات وندعو اليها من نعرف ، ونبحث عمن لانعرف ،
منا من يقصد جدا ومنا من يسعى لهزل !
أما أنا ، المؤرق جفنه يرنو الى الأفق البعيد ، فقد مكثت فترة مترددا ،
أتسائل : كيف تكون الصداقة بلا أكف تتصافح ، ووجوه تتلاقى ،
و أطايب كلام ، وجو من ود ووئام ؟!
دقة قديمة أنا !
ولكن هيهات أن تخرج من الدوامة ،
فالكل يطاردونك مشدوهين : أنت مش على " الفيس " ؟!
حتى رضخت ، ودلفت الى هذا "الأختراع" متوجسا ،
مشبع من رأسى حتى قدماى ، بثقافة التلاقى الأنسانى الواضح المباشر المتناغم ،
وسرعان ما فشلت فشلا ذريعا فى التعامل مع صور وأشباح ورموز وطلاسم ،
يتشكلون فى مجموعات تصغر أو تكبر، بينهم قاسم مشترك ،
يكتفون بأنفسهم ولايستمعون الا لصدى أصواتهم ،
وهم ك " الفريك " لايقبلون شريكا ،
وأذا أقتحم " قوقعتهم " أحد برأى على غيرهواهم سلقوه بألسنة حداد ،
ففررت منهم لما خفتهم أيثارا للسلامة !
حتى هلت بشائر الثورة ، وحمى وطيسها ،
فعدت ، مرغما ، لأحد "مجاعرها " المسمى : الفيسبوك " ،
وعقدت العزم هذه المرة على أن أقول كلمتى وأعرض بضاعتى ،
وأكنس دكانتى وأرش الماء لزوم الطراوة وجلبا للرزق ، والرزق على الله ..
هه .. يا مسهل صديق جاى أهه ، شكله أيه ؟!
صورة أحد المشاهير أو المجاهدين أو كلمة أو رسمة أو شعار !
كده خسرنا الطلعة البهية والوش السمح .. مش مشكلة بارك الله فيما رزق ،
.. أسم الكريم ؟!
أسد الهيجاء ، صهد البطحاء ،
ولو أنثى ..
طالبة العلياء ، العاصفة الهوجاء .. الخ !
ولو.. نرضى بالمقسوم ، نشتغل بأه ..
فكر يا مواطن ، وأكتب وناقش – ناقش روحك طبعا – وهات زبدة الأفكار
وخلاصة الأخبار ،
واتحمق أوى فى الشرح والتعليق والرد والتفسير ،
وآدى دقنى ، أذا حد عبرك ، الا النذر اليسير يا حلو انت يا جميل ،
وها أنا ذا أحترف الحزن والأنتظار ، أنتظر الآتي ولايأتي ، تبددت زنابق الوقت !
" بروفايل " العبد لله ، مزدان بعشرات الأسماء والصور والرموز والرسومات !
قل أن تجد فيهم من يلتفت اليك ، فهم اما منهمكون فى دوائرهم المغلقة يثرثرون ..
أو أساتذة مهمون ، دعاة .. كتاب .. مفكرون.. محللون أستراتيجيون ، أو حتى لاشيئ !
قلدونى نيشان صداقتهم الوهمية ، لكن وقتهم لايسمح بأكثر من ذلك بالنسبة للعامة من أمثالي !
فضلا عن أننى ممن يتكلمون كلاما عاديا وسطيا متنوعا ،
فلو أكثرت من المواعظ التى توجل منها القلوب ، وتدمع منها العيون ،
لكان أدعى للألتفات لكلامي ،
كما أننى أعرض كل الأفكار والآراء ، ولا أتردد فى نقد أى رأى أو فكر ،
وبحدة أذا أقتضى الأمر ،
وقبل ذلك كله أخاطب الجميع حتى " أسيادى الأساتذة القادة المنظرين " ..
ولكن هيهات يا " فالح "،
ولكن هيهات يا " فالح "،
لاتحاول أنت مرفوض على كل المحاور !
محدش فاضى لتلاميذ مدرسة الصداقة القديمة ،
التى تقدس الأهتمام بالمشاركة والرد والمناقشة ،
وتقبل الرأى الآخر والتواضع وخفض الجناح ولين الجانب .. الى آخر كلام الكراريس !
فيا أصدقائي الحقيقيون المتابعون المتواصلون ، ربنا يجبر بخاطركم ،
ويا أصدقائي المهمين المشغولين المكبرين .. منورين ، ودمتم !!
اري ان ذلك نتيجة انتشار الفلسفات النفعية البرجماتية علي حساب الفلسفات المثالية و الانسانية
ReplyDeleteاري ان ذلك نتيجة انتشار الفلسفات النفعية البرجماتية علي حساب الفلسفات المثالية و الانسانية
ReplyDelete@Mikhamilad