Search This Blog

Thursday, June 30, 2011

نيشان الصداقة الوهمية

أطلت علينا بدعة "الفيسبوك " التى أرجو أن تكون حسنة ،
 لتبشرنا بعصر " عولمة الصداقة "
وفتح مزاد جمع الأصدقاء ..  بلا سقف !
ولأننا الآن " متلقون " ،
 أنطلقنا فرحين ننشئ الصفحات وندعو اليها من نعرف ، ونبحث عمن لانعرف ،
 منا من يقصد جدا ومنا من يسعى لهزل  !
أما أنا ، المؤرق جفنه يرنو الى الأفق البعيد ، فقد مكثت فترة مترددا ،
 أتسائل : كيف تكون الصداقة بلا أكف تتصافح ، ووجوه تتلاقى ،
 و أطايب كلام ، وجو من ود ووئام ؟!
 دقة قديمة أنا !
ولكن هيهات أن تخرج من الدوامة ، 
فالكل يطاردونك مشدوهين : أنت مش على " الفيس " ؟!
حتى رضخت ، ودلفت الى هذا "الأختراع"  متوجسا ،
 مشبع من رأسى حتى قدماى ، بثقافة التلاقى الأنسانى الواضح المباشر المتناغم ،
وسرعان ما فشلت فشلا ذريعا فى التعامل مع صور وأشباح ورموز وطلاسم ،
 يتشكلون فى مجموعات تصغر أو تكبر،  بينهم قاسم مشترك ،
يكتفون بأنفسهم ولايستمعون الا لصدى أصواتهم ،
وهم ك " الفريك " لايقبلون شريكا ،
وأذا أقتحم " قوقعتهم " أحد برأى على غيرهواهم سلقوه بألسنة حداد ،
ففررت منهم لما خفتهم أيثارا للسلامة  !
حتى هلت بشائر الثورة ، وحمى وطيسها ،
 فعدت ، مرغما ، لأحد "مجاعرها " المسمى : الفيسبوك " ،
وعقدت العزم هذه المرة على أن أقول كلمتى وأعرض بضاعتى ،
 وأكنس دكانتى وأرش الماء لزوم الطراوة وجلبا للرزق ، والرزق على الله ..
 هه .. يا مسهل صديق جاى أهه ، شكله أيه ؟!
 صورة أحد المشاهير أو المجاهدين أو كلمة أو رسمة أو شعار !
كده خسرنا الطلعة البهية والوش السمح .. مش مشكلة بارك الله فيما رزق ،
.. أسم الكريم ؟!
 أسد الهيجاء ، صهد البطحاء ،
 ولو أنثى ..
 طالبة العلياء ، العاصفة الهوجاء ..  الخ !
ولو..  نرضى بالمقسوم ، نشتغل بأه ..
 فكر يا مواطن ، وأكتب وناقش – ناقش روحك طبعا – وهات زبدة الأفكار
وخلاصة الأخبار ،
 واتحمق أوى فى الشرح والتعليق والرد والتفسير ،
 وآدى دقنى ، أذا حد عبرك ، الا النذر اليسير يا حلو انت يا جميل  ،
وها أنا ذا أحترف الحزن والأنتظار ، أنتظر الآتي ولايأتي ، تبددت زنابق الوقت !
" بروفايل " العبد لله ، مزدان بعشرات الأسماء والصور والرموز والرسومات !
قل أن تجد فيهم من يلتفت اليك ، فهم اما منهمكون فى دوائرهم المغلقة يثرثرون ..
أو أساتذة مهمون ، دعاة .. كتاب .. مفكرون.. محللون أستراتيجيون ، أو حتى لاشيئ !
قلدونى نيشان صداقتهم الوهمية ، لكن وقتهم لايسمح بأكثر من ذلك بالنسبة للعامة من أمثالي !
فضلا عن أننى ممن يتكلمون كلاما عاديا وسطيا متنوعا ،
 فلو أكثرت من المواعظ التى توجل منها القلوب ، وتدمع منها العيون ،
لكان أدعى للألتفات لكلامي ،
كما أننى أعرض كل الأفكار والآراء ، ولا أتردد فى نقد أى رأى أو فكر ، 
وبحدة أذا أقتضى الأمر ،
وقبل ذلك كله أخاطب الجميع حتى " أسيادى الأساتذة القادة المنظرين " .. 
ولكن هيهات يا " فالح "،
لاتحاول أنت مرفوض على كل المحاور !
محدش فاضى لتلاميذ مدرسة الصداقة القديمة ،
 التى تقدس الأهتمام بالمشاركة والرد والمناقشة ،
 وتقبل الرأى الآخر والتواضع وخفض الجناح ولين الجانب .. الى آخر كلام الكراريس  !
فيا أصدقائي الحقيقيون المتابعون المتواصلون ، ربنا يجبر بخاطركم ،
ويا أصدقائي المهمين المشغولين المكبرين .. منورين ، ودمتم   !!

2 comments:

  1. اري ان ذلك نتيجة انتشار الفلسفات النفعية البرجماتية علي حساب الفلسفات المثالية و الانسانية

    ReplyDelete
  2. اري ان ذلك نتيجة انتشار الفلسفات النفعية البرجماتية علي حساب الفلسفات المثالية و الانسانية
    @Mikhamilad

    ReplyDelete