لم يلبث أن ولج من ناصية الشارع ، حتى لمحه
أصحابه المحتشدون ..
حمادة ؟! أنت فين ياض ؟! هشام الأطروش ، كالعادة
.. ومن خلفه الشلة كلها ،
ما انتوا عارفين اني بكون في المحل ،
طب هتلعب معانا امتى ؟!
يوم الجمعة ، بعد الغدا ،
بس ! واشمعني بعد الغدا ؟!
علشان المحل أجازته الجمعة ،
وبقضي لماما ونينة مشاوير السوق الكبير يوم
الجمعة الصبح ،
ياللا ، هانت ، بكره الخميس ، وبعده الجمعة ،
أهو نحتفل بالنجاح ، يتمتم نادر جورج
يتدخل عادل الزيني ، بيقولوا النتيجة بكرة ،
خلاص ، نتقابل الصبح ، ونروح نشوفها سوا ،
ماشي ،
ماشي ايه ! مش هتلعب معانا شوية !
عايز أنام ، علشان نصحى بدري نروح مشوارنا ،
ماشي ،
يدلف من بوابة العمارة ، ليجد سلوى بالمدخل ،
تقف
بانتظاره منذ أن لمحته قادما من أول الشارع !
سلوى ، أزيك ،
أنت فين ياحمادة مش باين ،
بروح المحل ،
وأشوفك ازاي ،
يوم الجمعة ،
الا صحيح نتيجتك بكره ،
الزيني بيقول ،
هتطلع ، مش تيجي تسلم على أبيه محسن ، نزل
أجازة من الجيش ،
يوم الجمعة ، أصلي ماشفتش ماما ، وعايز أنام
،
ماشي ، تصبح على خير ،
يستأنف صعود السلالم ، يسيطر عليه شعور غريب
،
بالزهد في كل شيء ، بعدم الرغبة في أي شيئ ،
لم يكن يتصور أن لقاؤه بأصحابه ، وبسلوى ،
بعد غياب ،
سيكون بهذا الفتور !
لايعرف سببا لتلك الحالة ،
أهي
من موقف جدته الغادر الصادم ،
أم
من انتزاعه من حنان جده الغامر ،
أم
من شوقه لأبيه ، الضاغط العارم ،
أم
من حرمانه من صحبة أمه وأخوته المستمر الدائم ،
أم
من التعب والأستخدام الغاشم ،
أم
من كل هذا ، أم من ماذا ، يا الهي !
يفتح الباب بزفرة حارة من صدر ضائق ،
أخوته نيام ، وأمه مستلقية على الكنبة في
البلكونة ، معصوبة الرأس ، بانتظاره ،
لنومها الخفيف وقلقها الدائم ، وصداعها المزمن ،
تستيقظ لأقل همسة ،
جيت
ياحمادة !
أيوا
يا ماما ،
هقوم
أحطلك تتعشى ،
تعيشي ياماما ، أكلت الحمد لله ،
أكلت
فين ،
جدي
هيصني ، وجاب لي بسبوسة وجيلاتي ،
يا
بختك بجدك ، ربنا يخليه ،
خدي ياماما ،
ايه
ده ،
عشرة
صاغ ، شلن من المحل وشلن من جدي ،
تسارع بدسها في صدرها متمتمة .. طب خللي معاك
قرش تجيب حاجة ،
النتيجة بكره ، لما أنجح هاخد حلاوة النجاح ،
يارب تفرح قلبي ،
يتأخر حمادة عن اللحاق بأصحابه .. لألتزامه
بالمشاوير الصباحية لأمه وجدته ،
يقابلونه بزفة ، في وسط الطريق .. نجحنا
ياحمادة ، وانت كمان نجحت ،
الحمد لله ،
رايح فين ، أفرح ماما ، وأقابلكو بالليل ،
.. أخيرا احتضنته أمه !
مزغردة ..
مبروك ياحبيبي ، أعيش وأشوفك مهندس ، أد
الدنيا ،
هاتي يانادية شربات من محمد عوض ، البقال ،
أجري ،
خليكي يانادية ، أنا هجيب ،
يصعد الجيران من أسفل ، وينزلون من أعلى ،
لمجاملة أمه ،
من يقابله منهم على السلالم في تعجله للحاق
بالمحل ،
يبادره ..
مبروك يا حمادة ، مبروك ياجميل ، عقبال الشهادة
الكبيرة ،
لتلحق به سلوى عند البوابة ، مبروك يا حليوة
يابو دم خفيف !
يبتسم لها نشوانا ، فرحا ، ويمضي ..
يجلس بالمحل ، يضنيه الشوق للقاء أبيه ،
ليبشره بنجاحه ، عله يرق ويرجع ،
ينتظر عمه ليرسله لأي مشوار ، ليمر على أبيه
على المقهى ،
انتصفت الظهيرة ، ولم يحضر عمه بعد ، على غير
عادته ،
هاهو قد جاء ..
حد سأل عليا ياابني ؟! الحاج ابراهيم لطفي ،
حد
طلب شغل ؟! الشغل الجديد كله ، طلعته فوق ، عند توفيق ،
حد دفع فلوس ؟!
برضه اديتها لتوفيق ،
أنا نجحت النهاردة ،
مبروك ، شاطر .. اجري ، هات عصير للمحل كله ،
حلاوة نجاحك ،
واقف ليه ؟! روح ،
حاضر ،
يذهب الى العصارة ، متثاقلا ،
تعال يا حمادة ، يناديه ذو اليدين ، بلطف ..
عايز كام طلب ؟!
خمسة كبير ،
وانت ، مش هتاخدلك واحد ،
شكرا ،
يحمل الصينية وعليها الأكواب المثلجة ، دون
أدنى اكتراث ،
فلم يعد يطيق رؤية العصير ، ولا العصارة ،
يصل الي مسامعه صوت ذو اليدين ، متحدثا لأحد
الجلوس ،
الواد كره العصير من علقة الكفر اللي خدها ،
ياحول الله يارب ،
يوزع العصير ، بادءا بعمه ، فالعمال ،
بعد
كل كوب ، مبروك يا حمادة ،
يمسح عمه فمه بكمه ، متجشئا ، وانت .. شربت
في العصارة ولا ايه ؟!
لأ ، مليش نفس !
بعد العصر، تروح الورشة تودي الشغل الجديد ،
وتجيب الشغل اللي هناك ، وترجع تتغدى ، حاضر ،
يصل الى المقهى ، متلهفا لرؤيا أبيه ،
يتفقده ، بالكاد يلمح رأسه الأصلع ،
من
بين كومة رؤوس تعسة ، منكبة على مباراة طاولة ساخنة ،
لم
يفلح في لفت نظره اليه ، مما اضطره لأختراق صفوف البطالة ،
وسحائب الدخان ، وصهد الأبخرة ، الذي أعجز
المراوح !
يضع كفه الصغير على كتف أبيه برفق ، ليلتفت
نافثا دخانه ، ينظر ، حمادة !
انت
هنا ، ايه اللي جابك في الحر ده ؟!
أصلي
نجحت النهاردة ،
يصحبه من يديه خارجا ، معتذرا لكومة الضائعين ،
ألف
بركة ، هات تمر هندي ساقع هنا يا متولي ،
بشفاه زرقاء مرتعشة ، يقبله بلا روح .. مبروك
ياحمادة ،
شاطر
، عقبال ما أشوفك بيه أد الدنيا ،
ينظر حمادة الي أبيه متأملا ..
عيناه المحمرتان الزائغتان ، ملابسه الرثة ،
غلالة الدخان الأسود التى تلفه ،
لا يكف عن التلفت ، كلص ،
ينتصب واقفا .. استنى يا حمادة ، ماتمشيش ،
لينتحي جانبا بصبي المقهى ، يأخذ منه شيئا ،
خد
يا حبيبي ، شلن بحاله أهه ، هيص وهات اللي نفسك فيه ، أوعى تديه لماما ،
يرمقه حماده بعين أغرورقت بالدموع .. أنا يا
بابا مش جايلك علشان عايز فلوس ،
عيب
يا حبيبي ، دي حلاوة نجاحك ، مش أد المقام ، المرة الجاية ، هاجبلك عجلة ،
يا
بابا أنا عايزك أنت ..
ترجع
تنور حياتنا ، البيت مشتاق حتى لسعالك ،
طبعا
جاي ان شاء الله ،
امتى
يا بابا ؟!
بكره ، ان شاء الله ،
كل
مرة بتضحك عليا ،
حمادة .. ما تتعبنيش ، قلت لك جاي يعني جاي ،
ياللا قوم روح لعمك أصل يستأخرك
حمادة .. رايح فين .. ماشربتش التمر هندي ليه ،
طب
استنى خد الشلن ، حلاوة نجاحك !
يبتعد الصوت ، بابتلاع الأزقة الأفعوانية
القديمة ، لجسد حمادة النحيل المتعب ،
لتظلل عليه من الشمس ،
يجتازها متتبعا صورا باهتة ، تبث على جدران
جمجمته الصغيرة ، من آن لآخر ،
يرى
فيها أبيه ، يوم كان يملأ دنياهم ..
يخرجون في المغربية ، بزهوة دش منعش ، ترافقهم
نسمة طرية ،
يتدلى حمادة ، بيد أبيه ، الذي يبدو متألقا في
ثيابه البيضاء كاللؤلؤ ،
الي
جواره تتبختر ، أم حمادة ، بيضاء بضة ، ممتلئة ، قصيرة القامة ،
شعرها الأسود المبلل ، منسدل على فستانها
النبيتي المخملي ، يعلوه بروش يضوي ،
علقت
في احدى يديها حقيبة سوداء ، وفي الأخرى أصغر أطفالها .. حسن ،
تتشابك أذرع البنات، سهام ونادية ، لتكمل زفة
أمهم العروس ،
يتبعهم كلبهم العجوز الطيب ، عوكل !
يفيق على لكزة في كتفه ،
( ولد صغير يحمل ، فوق رأسه صينية ، تعثر فيه
حمادة ، فقطع عليه المشاهدة )
مش تفتح ياض ،
معلش ، مخدتش بالي ، حقك عليا،
يستانف تتبع صوره الجميلة ،
ليري ، في صحبة أبيه ، انوار المآذن ، وزحام الشوارع ، الدكاكين والمقاهي ،
اختلاط
نداءات الباعة ، بأغاني الراديو ، أبواق السيارات بميكروفونات الأفراح ،
يغرق في المتاجر الكبيرة بواجهاتها الزجاجية
، وحلياتها النحاسية الصفراء اللامعة ،
أضواءها المبهرة ، ومعروضاتها الفاخرة ،
وزبائنها المتأنقين !
التمشية ..
للحدائق الوسيعة ، وزيارة قلوب الأحبة البراح ،
في
أفراح ومعايدات ومناسبات لا تنفد ،
والقطار.. الى البلد حيث الأقارب والخالات ،
حيث
اللعب والتدليل ، الحقول والظل الظليل !
لم يكن أبيه يذهب الى مكان أو مناسبة ، الا
ويشبك حمادة بكفه الكبيرة القوية ،
يزهو
به وبذكاءه البادي ومواهبه النادرة ،
قلد
النقشبندي لعمك كمال ، سمع عبد المطلب لطنط سامية ، قلب الراديو للحاج طاهر
يرى حماده في الصور المنهمرة على ذاكرته
البكر ..
بيتهم ، يوم كان متواصل الأنوار ، بوجود أبيه
وبكثرة ضيوفه ،
يسمع رنين الملاعق في الأكواب ، والأطباق ،
سعال
الكبار وضحكات النسوة ، وصوت أم كلثوم ،
أحاديث ضيوف أبيه ، عن أمريكا واسرائيل ،
ايدن ودالاس ،
عبد
الناصر وهيكل ، النكسة والأخوان ..
جلسات الصلح والوئام ، تعارف عرائس العائلة
والعرسان ،
تجتاح حمادة ، روائح السجائر والقهوة ،
القرفة والينسون والنعناع ،
عشاء
الضيوف على المواقد وفى الأفران !
كنت فين من ساعتها يا زفت ، يزلزله شخط عمه
المرعب ،
أبدا ، تعبت من الحر ، قعدت استريح ، عند
حارة الأقرع ،
أخفى روح اتغدى ،
حاضر ،
يزدرد غداءه بفتور وزهد ، فلم يفق بعد من ضمة
قبو ذكرياته الجميلة ،
ينصرف متثاقلا كنصف نائم ، حتى أنه لم يرد على
تهنئة زوجة عمه بالنجاح ،
فرغ المحل عليه ، وليس لديه رغبة في نصب خيمة
العصاري ،
لم يكد يتوحد مع شروده ، ليفتح عينيه
المجهدتين على اناء كريستالي كبير ،
مترع
بشربات الورد الأحمر المثلج ، تسبقه رائحته المنعشة ،
هيييه ، نجحنا ، هيييه نجحنا ..
طارق وأحمد يتقافزان في نشوة وفرح ،
يسكب أحمد في الأكواب ، ماما قالت لي .. أسقى
أصحابك شربات نجاحكم ،
شربات الورد ، طوق نجاة حمادة من أى أختناق ،
صديقه المبهج الجميل ، بلونه اللعوب الذي
لايقاوم ،
مذيب
همومه الرائع البارع ، بطعمه الساحر ، ورائحته المنعشة ،
لشد ما يتمنى لو كانت الحياة كلها من شربات
الورد ،
فلن
يكون ثمة هم ، ولاخوف ولا أحزان !
ايه ، مش هنضحك زي كل يوم ، طارق .. يبدو
متلهفا على خيمة العصاري ،
بلاش النهاردة ، أصل أنا تعبان من المشاوير،
ازاي ، دا كل اصحابنا جايين علشان يتصاحبوا
عليك ، وتضحكهم ..
طارق
وأحمد في صوت واحد ،
حاضر ، هحاول ،
يخرج حمادة كرسيه أمام الباب ، يتوافد
الأولاد ،
خالد
ومجدي ومحمود ، علي ومحمد، جون وايهاب ...
نانسي وبنات أخريات في الشرفات ،
سرعان ما صنع حمادة ، لنفسه – كعادته – عالما
جديدا من حوله ،
ليحتمي به ويستروح فيه ،
فأضحى معروفا ومحببا ، لأولاد هذا الحي الراقي
وسكانه ودكاكينه ،
في
غدوه ورواحه ، يهشون له ويلتمسون منه كل طريف ومضحك وغريب ،
حتى أن بعض الأولاد يصحبونه الى بيوتهم خلسة
،
لتتعرف عليه أمهاتهم ، ويرحبن به ، منبهرات ،
ويدعونه لأعياد الميلاد – التي لم يعرفها يوما – ليكون صانع أفراحهم ،
لذكاءه وخفة دمه ، والشجن المخبوء في عينيه ،
وثياب الحكمة التي يلبسها ، على صغر سنه !
أي اصرار وجلد ، يبديه هذا الصغير النحيل ؟!
من أين له كل سعة الحيلة تلك ،
القدرة المذهلة على التركيز في قضيته ، دون فقد
محيطه ،
بارع في الكلام ، ساحر في التأثير ،
تألق حمادة ، على عكس ما كان يتوقع ، في خيمة
العصاري ، مع جمهوره المتزايد ،
فغنى وقلد ، وأبدع وأضحك ،
ليحل المساء ،
حمادة ،
نعم ،
روح هات ازازتين شربات ورد ، من عمك وليم ،
حاضر ،
خد ، لبس جديد أهه ، تحلق بكره وتلبسه ،
تفوت تقيس لك صندل من عند عمك صبحي ، قوله
الحساب عند عمي ،
حاضر ،
الجمعة الجاية هجيبلك جزمة كاوتش من باتا ،
للعب الكورة ،
تدي الشربات ، وفلوس جمعتك لماما ، وقولها عمي بيقولك ألف مبروك ،
ياللا ، دوغري ..
يطير حمادة ، الى أمه ..
بشربات ورد ، ونقود ، وملابس جديدة ،
اش اش ، ايه الحلاوة دي ،
قوم قيس ، ووريني ،
خلينا بكره ياماما ، عيز ألعب مع اصحابي ،
ما تروحش بعيد ، وما توسخش هدومك ،
ابعد عن المشاكل والعيال القبيحة ،
حاضر ،
يتزحلق على الدرابزين ، كعادته عندما يكون
رائقا ،
لم يجد في الشارع الا عادل الزيني ،
فين هشام الأطروش ، والعيال ؟!
بيدوروا على فرد حمام مراسلة ، ضايع من غية
عمي حافظ ،
أهم جايين ، ايه لاقيتوه ؟! يبادرهم عادل ،
لأ ، بس بكرة ندور عليه في سوق الجمعة ..
يستطرد الأطروش ، يشاركه الأولاد ، أكيد اللي
سرقه هيروح يبيعه ،
ياللا نكمل لعب ، خش في اللعب ياحمادة ،
برتوس .. يقولها نادر جورج ، لاهثا يجري
ينهمك حمادة في اللعب ، من شدة ظمأه له ، حتى
يتصبب عرقه ،
وتكاد أنفاسه تنقطع ، هطلع أشرب ، وانزلكو ،
ينزل لأصحابه ،
يصعد لأمه ،
ليجدها مستغرقة في شرفتها مع صوت أم كلثوم ،
ينساب ..
لو
عدت لييي ، رد الزماااان ، الي سالف بهجتي ،
ونسيت ما لقيت منه .. في ليالي وحدتي ،
يا هدى الحيران ، في ليل الضنا ،
أين
أنت الآن ؟! بل أين أنا ؟!
ينسحب الي غرفته ، لينهي يوما حافلا ، كسائر أيامه !
امتعتنا بهذه الحلقة كما تمتعنا دايما بكل ماتكتب .. بالتوفيق دائما ان شاء الله وفي انتظار حمادة الثلاتاء القادم
ReplyDeleteربنا يوفقك
ReplyDeleteعشت مشاعر مختلفة مع حمادة فى هذه الحلقةالرائعة ...من مشاعر الفرح بالنجاح الى مشاعر الحزن لافتقاده لابيه الحاضر الغائب فى حياته ...مع المعاناة الدائمة التى مازال يعيشها رغم صغر سنه...حلقة ممتعة جدا باختلاف مشاعرها واحداثها وبصورها المجسمة التى ترسم لوحة ملونة بجميع تفاصيلها ....فى انتظار القادم من الاحداث بفارغ الصبر .......جزاك الله خيرا على هذا العمل الرائع ........عبير هبه
ReplyDeleteعشنا مع حماده ..الصراع الشرس الذى يعيشه متمثلا فى (اليفتح الباب بزفرة حارة من صدر ضائق ، سببا لتللايعرف سببا لتلك الحالة ،
ReplyDeleteك الحاسيكون به أهي من موقف جدته الغادر الصادم ،
ذا الفتور !
لايعرف سببا أم من انتزاعه من حنان جده الغامر ،
لتلك الحالة ،
أهي من موقف جدته الغادر ال أم من شوقه لأبيه ، الضاغط العارم ،
صادم ،
أم من انتزاعه من حنان أم من حرمانه من صحبة أمه وأخوته المستمر الدائم ، أم من حرمانه من صحبة أمه وأخوته المستمر الدائم ،
أم من التعب والأستخدام الغاشم ،
او
أم من التعب والأستخدام الغ أم من كل هذا ، أم من ماذا ، يا الهي ! لدرجة أنه لم يشعر حتى بفرحة نجاحه وقد تمثلت فى عدم اكتراثه بتهنئة المحيطين به وكان كل أمله الذهاب لوالده ليخبره بنجاحه عسى أن يعود معه للبيت ..ولكنه خذله ..قمة المأساه أن يتوسل حماده لوالده ليعود للمنزل بهذه الكلمات المؤثره...
يا بابا أنا عايزك أنت ..
ترجع تنور حياتنا ، البيت مشتاق حتى لسعالك ،
كل مرة بتضحك عليا
.....كان حماده طفلا مختلفاَ..عن أقرانه..تمثل فى حب المحيطين له صغيراُ كان أم كبيراً..
أي اصرار وجلد ، يبديه هذا الصغير النحيل ؟
من أين له كل سعة الحيلة تلك ،!
القدرة المذهلة على التركيز في قضيته ، دون فقد محيطه ،
بارع في الكلام ، ساحر في التأثير ،....كاتبنا المتميز :تنقل بنا بأسلوب جديد فى السرد والوصف والحكى بسلاسه وموضوعيه وبناء مترابط متصاعد للأحداث ...دام لنا تألقك ..ودام لنا قلمك..وإنا لمنتظرون....
إبداع إبداع
اكتر من رائعة احييك على اسلوبك الرائع وتشخيصك لحمادة فأنا اكاد اراه ماثل امام عينى
ReplyDeleteمتألق كالعادة
ReplyDeleteالأسلوب والتفاصيل ....رااائعة ...تسلم الأيادي
ReplyDeleteكسائر الحلقات جمييييلة ..ذهبت الظُلّمة, وسيأتى نسيم الصباح البهيج..... فى الإنتظار
ReplyDeleteرائعة أخي محمد ، شكراً لمشاركتي إياها
ReplyDeleteحلقة جميلة وممتعة...إدامك اللــََـه لكل متابعيك ومحبيك
ReplyDeleteجميلة ما شاء الله
ReplyDeleteغاية في الروعة يا أستاذ محمد وعجباني جدا السرد المفصل ده
ReplyDeleteممتعه ..موجعه و مبهجه فى نفس الوقت.. متعك الله بالصحه و العافيه كما تمتعنا دائماً بكتاباتك الرشيقه
ReplyDeleteسلمت يداك
ReplyDeleteرائع وأكثر من رائع
ReplyDeleteإبداع كالمعتاد يا أستاذي
مش عارف ليه ابتديت من الحلقة الرابعه .... بس بداية مبشرة جدااااا اندمجت بسرعه اوووي و عاوز نسخه خاصة موقعه من حضرتك شخصيا
ReplyDelete