بينما تختبئ مدرستنا الأنيقة ، من شمس
الظهيرة ،
بين أشجار الكافور والجازورينا الكثيفة ،
التي تحيطها احاطة السوار بالمعصم ،
كقطة بيضاء ، صغيرة مدللة ، في كسل ، فوق
سرير الصمت الذي يلف المكان ،
بانتظار انتهاء آخر أيام الأمتحانات ،
وانصراف الأولاد للأجازة والمشاغبة ،
..
تحلم بصيف هادئ !
لم تلبث أن أنتفضت فزعة ، على اهتزاز الجدران
والسلالم ،
واصطكاك الأبواب والشبابيك ، واختناق
البوابات بالفارين الي .. الحرية !
يتناثرالأولاد في وجهها فجأة ، كشظايا ..
هييه ، هييه ، أجازة ..
تنطلق من حناجرهم الصغيرة قوية ، وهم يندفعون
الى الخارج ،
فرحين .. كمن أخذ كتابه بيمينه !
رويدا رويدا ، ينتظم عدد كبير منهم ، في شبه دائرة ، خارج المدرسة ،
يدقون بأرجلهم الصغيرة ، ويخبطون على حقائبهم
، مرتلين ..
هييه.. أجازة ، هييه .. أجازة !
يتصاعد صوتهم ويتسارع ، ويتعالى دقهم و خبطهم
،
كأنهم في دبكة لبنانية ، باشراف مايسترو
موهوب ..
هيييييه .. أجاااازة ،
هييييييييه .. أجاااااازة ،
حتى يبلغ حماسهم ذروته ،
فتردد معهم أسوار المدرسة ومبناها، المحندق
مثلهم ،
وتتبعهم الأشجار الضخمة بما عليها من عصافير
!
يشعل المايسترو الصغير الجو ، على نغمة صفيره
الحادة ، التي يعرف بها ،
يصدرها بوضع سبابتيه تحت لسانه ..
هييييييييييييييه ..
أجااااااااااااااااااازة ، هييييييييييييييه .. أجااااااااااااااااااازة
..
ليدخل الجميع في حالة من النشوة والوجد ، و
كأنهم في حضرة صوفية ،
الأولاد والمدرسة ، الأشجار والعصافير ،
والمايسترو الساحر .. حمادة !
حمادة ..
ذاك العصفور الرشيق ، الجميل الباسم ، ريحانة
المدرسة ، والحي ،
وكل شجرة يحط عليها ، فحيثما حل ، يتقافز
حوله الأولاد ..
والنبي تغني ياحمادة ، غني موعود ، لأ ،
عرباوي ..
قلد لنا شكوكو ، لأ، عايزين أحمد الحداد ،
وهو بيقول : بيقولوا عليا رغاية ،
طب قلد محمود المليجي : وقفنا وقفة رجالة ،
طب توفيق الدقن : أحلى من الشرف مفيش ،
يفعل ما يحبون ويطلبون .. حتي يتبعثرون ،
مستلقون على أقفيتهم ، من الضحك !
كلماته ، نكاته ، قفشاته .. أسرع من الطلقات
، الويل لمن يصطاده حمادة بسخريته ،
أو يقلد مشيته أو طريقة كلامه ، أو يطلق عليه
اسما أو وصفا ساخرا !
حتى الأساتذة .. من كان منهم رائق المزاج ،
أو أراد مهربا من عمل ، أو ملل ،
يتسائل ، فين حمادة ؟!
فيصيح الأولاد .. هييييه ، حماده !
والنبي تخليه يغني لعبد الحليم ، موعود يا
أستاذ ،
لابلاش موعود ، مش عايزين غم ، بيكون حزين
أوي ، وهو بيغنيها ، وبيعيطنا !
خليه يقلد محمد طه ،
يقفز هشام الأطروش ، توأم روح حمادة ، لسحب
مفرش ترابيزة الأستاذ ،
يطويه كشال صعيدي ، ليضعه على كتف حمادة ،
وبحركة خاطفة ، يلف ورقة جلاد حمراء سميكة ،
على هيئة طربوش ،
يكبسه على رأس حمادة الصغير ، يسرع نادر جورج
، فيناوله عصا المكنسة ،
ليمسكها حمادة بيده ويمدها أمامه ، كمزمار
بلدي طويل ،
يضع كفه النحيل على أذنه ، يشفط بطنه الأعجف
، يحني جبهته الى الأمام ،
لتزعق حنجرته .. ياليييل .. ياليييييل ،
يالييييييييييييل ..
لينتفض الفصل ، على صياح الجمهور ( الأولاد )
..
هيييييييييه ، من تاني يا ريس ،
فتضيع محاولات الأستاذ لتهدئتهم ، هباءا !
كم من ليال ، سهر الأولاد في الحي ، والجيران
عل سطح العمارة ،
على حكايات حمادة ومقالبه ، أغانيه ومواهبه !
تنتهي ( دبكة ) الأحتفال بالأجازة ،
ليمضي حمادة عائدا الى البيت ، ساهما و صامتا
،
كأنه لم يكن هو صانع البهجة، منذ دقائق !
عايزين نهيص في الأجازة ،
من بدري نروح مدرسة السباحة في نادي البلدية
، لحد ماييجي ميعاد المصيف ،
بعد العصر عايزين ماتش كورة جامد ، وبالليل
نروح السيما ،
أهم حاجة كل واحد يظبط البت بتاعته ..
يواصل هشام الأطروش ، استعراض تصوراته
للأجازة ،
بينما يغرق حمادة في الصمت !
مالك ياض ، مش بترد ليه ، انت زعلان ؟! هو
أنت تفرح الناس كلها ، وتفضل زعلان
يجهش حمادة بالبكاء ،
وكمان بتعيط ، طب ليه كده ، هازعل منك ، قول
لي ، دا أنا الأطروش ، صاحبك ..
أبدا ، من بكرة هاروح الشغل ،
شغل ؟! شغل ايه ؟!
ماما قالت لي ، من النجمة على محل عمك ،
دوغري ومن سكات ،
حسك عينك ، أسمع نفسك ، ولا أشوفك في الشارع
!
طب ليه ؟! .. هشام الأطروش ، مندهشا !
ظروف في البيت ، ماما محتاجة أي مليم اليومين
دول ،
طب وانت ذنبك ايه ؟! مش باباك موجود ؟!
متجاهلا تساؤله ..
ماما مصرة ان اللي يلعب في الشارع ، يتعلم
القباحة وقلة الأدب ،
أحسن له يشتغل ويكافح من صغره ، علشان يطلع
راجل ويتحمل المسئولية !
طبعا غلط ، وحرام .. احنا لازم نلعب ، دا أنا
أموت من غيراللعب في الأجازة ،
أنا هروح لمامتك و أترجاها ..
ما تحاولش ،
تندفع ، أم حمادة ، الى ( البلكونة ) ، كمن
يهرب من حريق ،
بوجهها البرقوقي المكتنز ، الذي لايجف عرقه ،
تلمحه قادما ، بصحبة هشام الأطروش ، تنطلق
كمدفع رشاش ،
واد ياحمادة ، كنت بتتلكع فين ياواد ، ان ما
ربيتك ،
أنا مش منبهة عليك ، تطلع من الأمتحان ،
ألاقيك قدامي ؟!
نهارك أسود ، أنا هبطلك شغل الأراجوزات ، الى
أنت عامله في كل حته ده ،
اطلع ياواد ، طلعت روحك !
والنبي ياطنط ، خليه يلعب معانا شوية ..
الأطروش ، متوسلا ،
بلهجة صارمة .. قلت اطلع ياحمادة ، ومش
هتنيها تاني ، متجاهلة هشام ،
حاضر .. ينصاع حمادة ، هاربا من نظرات صاحبه
الحزينة !
لتتلقفه أمه ، لدى الباب ، الذي سدته بجسدها
السمين ،
تكاد تحرق الهواء بجنونتها النارية ، على
لسعات من خرطوم المياه ،
لما أقول كلمة ، هي الكلمة ، مفهوم ، ولا لأ
؟!
حاضر ،
تاخير تاني ، لكاعة تاني ، هاشويك بالخرطوم
ياكلب ،
خلاص يا ماما ، آخر مرة ،
ماما وزفت ، جاتكو نيلة عليكو ، وعلى ماما ،
وعلى العيشة ، واللي عايز يعيشها ،
بشفاه مرتعشة ، وجسد منتفض .. أخفي ، هاتلي
اسبرينة وكوباية ميه !
اتفضلي ..
اطلع لطنط عايدة ، هات لي منها راس توم ،
التوم اتنيل خلص ،
طب أغير هدومي ،
قلت اتنيل اطلع ، الطبيخ على النار ،
حاضر ،
على السلم ، بملابس المدرسة المبهدلة ، ووجهه
المنكسر من الشتم والضرب ،
يجد سلوى أمامه ،
نسمة طرية تتهادى ، في ثوبها الطفولي القطني
، المختصر المريح ،
تسبل عينيها البنيتين ، الواسعتين ، في عينيه
الكستاءنتين الذابلتين ،
تعلو ، من موقعها على السلم ، قامته القصيرة
، بقامتها الهيفاء البيضاء ،
التي يغطي نصفها ، شعرها السائح الفاحم ،
تهمس كيمامة ..
حمادة ، انت جيت .. خلصت امتحان ؟!
مرتبكا ، الحمد لله ،
يعني هاشوفك على السطوح ، العصرية ،
منسحبا ، يهمس ، ان شاء الله !
جبت التوم ؟!
أيوه ، حطه في المطبخ ،
غير هدومك ، وروح ودي الكرتونة دي لنينة ،
هوا ..
بس أنا جعان ،
عندك عيش وجبنة ، أطفح ، وروح ، دوغري ،
أغمض وأفتح ألاقيك قدامي ، اياك أشوفك مع هشام
الأطروش ،
حاضر ،
اخلص ، خلينا نشوف اللي ورانا ، في يومكم الي
مش فايت ده !
مسرعا ، يزدرد لقيمات بيد ، ويدخل الأخرى في
كم البيجاما .. بقايا بيجاما ،
فقد هربت نصف أزرارها ،
يتمتم .. محظوظة الزراير ، أن استطاعت الهروب
من هذا الجحيم !
يدس رجليه في شبشب مهترئ خلق ، ليرفع بصعوبة
، الكرتونة ، ليحملها الى جدته ،
يدفع الباب برجله ، يدخل منحشرا مع الكرتونة
، ليضعها على أقرب ترابيزة ،
انت جيت ياحمادة ، عملت ايه في الأمتحان ،
الحمد لله ، يانينة ،
ابن حلال ، روح بسرعة ، هات لي الوابور من
السمكري ،
حاضر ،
يلاحقه صوت أحد أعمامه ، مختلطا بسعال متحشرج
،
واد ياحمادة ، فوت على المكوجي ، هات قمصاني
، بسرعة ، علشان خارج ،
حاضر ،
يصطدم بعمه الأصغر عند الباب ، حمادة انت هنا
؟! رايح فين ،
قبل أن يجيب .. هات جزمتي فى ايدك من
الجزماتي ، خليه يلمعها كويس ،
بسرعة ، ورايا مشوار !
يقضي حمادة ، أول أيام أجازته لاهثا ..
بين طلبات أمه القلقة ، المتوترة ، العصبية ،
المصدعة دوما ،
ومشاوير جدته وأعمامه السبعة ،
كساع بين الصفا والمروة ، ولكن بلا أمل في
ماء ، ولا نهاية لشقاء !
يحل المساء ، تستدعيه أمه الى غرفتها ، حيث
تستلقي في الظلام ،
رأسها ، المصدع دائما ، مشدود بعصابة بيضاء ،
بصوت ضجر مجهد ،
هده طول الصياح ، والغضب ،واللهاث من أجل
تدبير وجبة بوجبة !
روح لأبوك على القهوة ، قل له عايزين خمسين
قرش ، علشان استمارات أختك ،
دوغري ،
حاضر ،
لم يكد يراه من وسط خيمة الدخان ، فقد أسودت
ملابسه ووجهه ،
حتى بدا له ، وكأنه دخان !
ولم يكد يسمعه من خبط قشاط الطاولة ، واختلاط
الأصوات الزاعقة ،
يبدو أباه عندما يجده أمامه ، كمن رأى ملك
الموت !
تعال ، عايز ايه ، ايه اللي جابك ؟!
بينما يجهد حمادة ، لابتلاع ريقه ، والتقاط
أنفاسه ،
ماما بتقول لك .. لا يمهله ، ليكمل ،
منين ؟! أجيب لكم منين ؟! قولها مفيش ،
ممعهوش ،
خليها تتصرف ، يالا امشي !
يعود حائرا ، عاجزا ، خائب الأمل ، كاسف
البال ،
الهي ، تعلم أنني اصغر من هذا العذاب بكثير ،
أنا أحب الحياة ، وهم يصرون على الموت ،
بداخلي دنيا مفعمة بالألوان ، ونفوسهم
وقلوبهم تتشح بالسواد !
.. لو عاد لأمه برد أبيه ، هتطلع البلا على
جتته هو ،
ماذا يفعل ؟!
يتسلل الي البيت ، يتفقد أمه ، ليجدها
مستغرقة في النوم ،
أخواته البنات ، وأخيه الأصغر على السطوح ،
حيث يجتمع أبناء العمارة للعب والسمر
لشد ما يغبطهم ، على صحبة سلوى !
يحمل شيكارة مملوءة ببقايا الخبز ،
يسلك طرقا ملتوية كي لايراه أصحابه ، ليصل
الى بيت الشيخ حيدر ،
الذي اعتاد أن يجمع بقايا الخبز ، لدجاجاته ،
يلقاه الشيخ بوجه مشفق باش ، يحولق ..
دا ابوك ده معلم كبير ، ايديه تتلف في حرير ،
بس لو يشوف مصلحته ،
ويسيبه من قعدة القهوة ، والطاولة اللي جابته
ورا ،
ماكنتوش اتحوجتم لحد !
معلش يا ابني ، البركة فيك ، استحمل أمك ، دي
معذورة ، عايزة تخليك راجل !
يغمزه بثلاثة أرباع الجنيه ،
ليدسها بيد أمه ، ويسارع بالهروب ، من وجهها
المتقد المتشنج ،
وعويلها المقرون ، بالدعاء على أبيه !
يهرع الي جده .. مصدر الحنان الوحيد المتبقي
له ،
يرتمي في حجره ، وهومستغرق في الأنصات لقرآن
الثامنة ،
يمسح جده بيده الحانية على رأسه ، فيهون عليه
عذاباته ،
يهمس في خشوع ، الله الله ، سامع ياحمادة ،
الشيخ مصطفى اسماعيل ، عظمة على عظمة !
ليباغتهم صوت ملؤه الألم ، مخترقا جو السكينة
الذي يلف المكان ،
ينتفض الجد ، عمك ماهر ، جات له الحالة ،
يندفع الجميع داخل الغرفة ، الى حيث
يتكورالعم ماهر ،
يتلوى على الأرض مصروعا ، في مشهد يفتت
القلوب ،
اجري ياحمادة ، طيران .. هات أبوك من على
القهوة ،
بسرعة اعمل معروف !
يطلق ساقيه للريح ، حتى يصل الى حيث الدخان
والضجيج والبلادة ،
يلمحه أبوه ، واقفا هذه المرة خارج المقهى ،
يشير اليه متجهما .. تعال ،
يفهم من حركات وجهه ويديه ، أنه يريده خارجا
، في أمر خاص ،
ينزع نفسه من جلسته الكسيحة ، متململا ، كصوف
ينزع من شوك ،
فيه ايه تاني ؟!
جدي بيقول لك ، ألحقنا ، عمي ماهر جات له
النوبه ، وتعبان خالص ،
البيت مقلوب ، وجدو ونينة بيعيطوا .. قبل أن يكمل ،
يتمسكن له أبوه ،
حمادة
، أنت عارف يا حبيبي ، ان أنا مفيش في ايدي حاجة أعملها لهم ..
يعني ايه ؟! حمادة مذهولا
خليك شاطر ، علشان احبك وأقول عليك راجل ،
روح قول لهم ، ما لقيتهوش !!
ينسحب ، تاركا أبوه يحشد حججه ، كعادته ، في
كل مرة يذهب اليه ،
يعود مجرجرا أذيال خيبة الأمل ، وقلة الحيلة
،
بكاء القلب ، وحيرة العقل ،
ترى ، ماذا يقول لجده ؟!
ماذا عساه أن يفعل لجده ، في فزعته ، أو يفعل
لعمه ، في صرعته ؟!
يلمحه جده قادما مطأطئ الرأس ، دامع العين ،
يحتضنه ، لينفجر في البكاء ،
يغمغم .. أنا عارف أنك مش هتلاقيه !
يبيت حمادة ، أول ليلة من ليالي الأجازة ،
مغموسا بالمرارة ، تمزقه الحيره ، ويضنيه
التعب ،
تلاشى من قلبه ، رنين ضحكات اصحابه ، وسكتت
كل الأغاني ، التي ملأ بها نهارهم
وذاب طعم لقاء سلوى العابر الحلو ، وغرق حلم
قضاء أجازة هانئة مع أصدقاءه ،
في مستنقع القهر والحرمان !
واد يا حمادة ، انت يا واد ..
انت لسه نايم ؟! الساعة داخلة على تمانية ،
قوم .. فز ،
هتتأخر على المحل ، وعمك هيضربك ،
اغسل وشك ، وفوت على نينة ، شوف طلباتها،
خد معاك بريزة ، وهات الفطار لأخواتك وانت
راجع ،
بسرعة ، لسه منزلتش ؟!
يبدأ حمادة ، رقصة الطير الذبيح ، بالتنورة
.. بجدته ، وطلباتها ،
التي تحتاج أخطبوطا ، بمائة يد ،
حط ميه وأكل للفراخ ، وبص على الخروف ،
الحقني بشاي وسكر من عبد الرحيم البقال ، قله
على ما نيجي ناخد التموين ،
بسرعة ، اعمامك هيصحوا مايلقوش شاي !
انده لي أم شادية الشغالة ، وانت راجع فوت
الوابور التاني يتصلح ،
يوه ، نسيت ، عمك ناجي ، موصيني على بيات ،
هات له امواس حلاقة وجرنان الجمهورية ،
يارب يخليك !
حاضر ،
حتى الشمس ، تستعجل لسعه ،
يتشاغل عن مضايقاتها المبكرة ،
بالأجتهاد في استذكار قائمة الأوامر التي
ابتلته بها جدته ،
دون أن يخطر ببالها ، أن هذا الطفل لم يذق
زادا بعد !
ينتهي منها ، ليهرع الى السوق لأحضار الأفطار
،
يعود الى البيت ، ليجدهم وقد تحلقوا حول
المائدة ،
تعلو وجوههم ، التي لم تصل اليها المياه بعد
،
نظرة تأفف ، لـتأخر حمادة في احضار افطارهم !
يالا اعمل لك همه ، وكل ، علشان تلحق تفتح
المحل ،
تطلع على عمك ، تاخد المفتاح منه ، وتعمل
اللي يقولك عليه ، فاهم ،
تعرف لو اشتكى منك ، هاقطع رقبتك ،
أي قرش يجيلك ، حافظ عليه زي عينيك لحد ما ترجع
.. علشان أحوشهولك !
حاضر ،
يتسلل بهدوء ، مخافة أن تكون سلوى متيقظة ،
فتراه بملابس الشغل المزرية ،
ليته يراها قبل ذهابه ، ولن يبالي بملابس
الشغل ،
فهو لن يعود الي البيت ، قبل الحادية عشرة
مساء !!
يخرج من الشارع ..
ليجد هشام الأطروش ونادر جورج ،
وقد أدخل كل منهم مايوه السباحة في رأسه ،
اتقاء الشمس !
يقبلون عليه فرحين .. انت فين ؟ من امبارح مش
عارفين نشوفك ،
هي ماماتك دي ايه ، مش بترحم !
معلش ، مفيش حد يساعدها الا أنا ، وانتو ايه
اللي مقعدكم هنا ؟!
خايفين ، مامتك تشوفنا ،
هيه ، هتيجي معانا مدرسة السباحة ؟!
أنا رايح الشغل ، في محل عمي ،
الأطروش .. تاني ، الله يخرب بيت الشغل ،
وبيت عمك يا أخي ،
ما تسيبك منهم وتيجي معانا ،
أصلك ما تعرفش علقة عمي .. تكسير ضلوع ،
نادر .. وعلى ايه ، أمرنا الى الله ،
طب نشوفك ونلعب معاك امتى ؟!
مش عارف ، يمكن بالليل بعد الشغل ،
الأطروش ، عليه العوض في الأجازة ، منهم لله
،
ينصرف مشوحا بيده ، يبرطم .. الأجازة من غير
حمادة ، زفت !
يمضي دون أن يلتفت وراءه ،
فقد اجتمعت عليه حرقة الشمس ، و حرقة كلمات صاحبيه
المقربين !
· هذه أول قصة طويلة تنشر على حلقات ، مما
يقتضي التفضل ببعض الصبر على المتابعة ، وعدم الحكم على كل حلقة على حدة .
·
من دواعي الزهو أن تتفضلوا بالتسجيل كمتابعين
للمدونة .
نلتقى كل ثلاثاء مع حلقة جديدة ... بالغ امتناني .
رائعه. حماده لمس قلبي.
ReplyDeleteوجعت قلبى اكتر ما هو موجوع الله يسامحك
ReplyDeleteبداية مشوقة لقصة حزينة هى قصة بيوت كتير ....تعاطفنا مع حماده وتفاعلنا مع الاحداث وفى انتظار البقية ان شاء الله ....ما شاء الله مازلت ترسم الصورة واضحة المعالم والالوان والاصوات وحتى الاحاسيس مما يجعلنا نغوص داخل الشخصيات ونشعر اننا نعرفها منذ زمن ...طريقة رائعة للكتابة ....الى الامام دائما...............عبير هبه
ReplyDeleteرائعة جدااا
ReplyDeleteبداية هادئة مستفيضة تعكس فرحة الاطفال بقدوم الاجازة وماان ظهر حمادة حتي تسارعت الاحداث من خلال الجمل القصيرة المتلاحقة التي تعكس لهث حمادة لتلبية طلبات الاسرة الكتيرة اللتي تبدو انها لن نتتهي ..وعلي الرغم من انها جمل قصيرة ولكنها تعطي ملامح كافية لافراد هذه الاسرة كالاب والام والجد والجدة والاعمام ..هذا اكتر مالفت نظري في الحلقة الاولي من قصة اعتقد ان من يقرائها ستظل في ذاكرته لفترة طويلة ,, بالتوفيق يااستاذ محمد وفي انتظار باقي الحلقات .... علياء
ReplyDeleteهذه العبارات لامستني بشدة..
ReplyDelete( ،
أنا أحب الحياة ، وهم يصرون على الموت ،
بداخلي دنيا مفعمة بالألوان ، ونفوسهم وقلوبهم تتشح بالسواد !)
في انتظار بقية الحلقات
جزيل الشكر لك لمشاركتك لنا مساحاتك البيضاء رغم ظلال الوجع الثقيلة فوقها ، مساحة البياض الجميلة في تغريداتك هي التي شدتني إلى مينائك، أتمنى لك كل التوفيق أتمنى أن أجد هذا العمل مطبوعاً ومنشوراً حين تكتمل حلقاته
ReplyDeleteمابين أروقة ومباني هارفارد العريقة، وبرودة كامبردج، تأخذني قصصك إلي حيث أنتمي. شكرًا :)
ReplyDeletevery nice
ReplyDeleteفي المفضلة:)
ReplyDeleteاذا انت تكتب ... شخبطات الناس تكتب .... بالهواء لاكن... توفيق الدقن ..... احسن من كده ما فيش تحياتي يا استاذ
ReplyDeleteرائعه،مستنى الحلقه الجايه بفارغ الصبر :D
ReplyDeleteجميلة يا استاذ محمد وفى انتظار باقى الحلقات
ReplyDeleteوفققك الله جميله ..... بجد
ReplyDeleteجميلة جدا حاسس إني أعرف حمادة من زمان :) ما شاء الله
ReplyDeleteحلوة جدا أستاذ محمد..
ReplyDeleteأنا شاكرة إنك أمتعتنى بأسلوبك الجميل والفكرة مؤثرة جدا
ReplyDeleteرائعة كالعادة : انا محتاج اسبرينة ام حمادة دلوقتي..
ReplyDeleteاشتقنا لكتاباتك يا استاذ محمد :))
ReplyDeleteحلوة قوووي
ReplyDeleteفى انتظار الحلقة القادمة كده بفارغ الصبر
ReplyDeleteرائعة! :)
ReplyDeleteرائعه عشت في التفاصيل ..اعجبتني جدا الازار الهاربه ..مسكين ي حماده :(
ReplyDeleteانتظر ح2
صباح الابداع قصة رائعة اخذتني معها من الكويت الى مصر الحبيبه وربنا يكون بعون حماده
ReplyDeleteبانتظار الجزء التالي
رائعة جداااا ..
ReplyDeleteانا قولت هيييييية معاهم وبعدين كنت هعيط :)
يشرفني استاذي الفاضل ان استفيد من تركيز عصارتك لانها بالأخر تصبح كنقاط الذهب في حياتنا العمليه والعلميه
ReplyDeleteاشجيني
ReplyDeleteرائعة :)
ReplyDeleteكل الشكر على الإهداء المتميز
ReplyDeleteقرأت القصة و تأثرت بها, شكرا جزيلا
ReplyDeleteحلوه جدا منك يا استاذ محمد. بارك الله فيك
ReplyDeleteعمل رائع ربنا يوفقك
ReplyDeleteفي انتظار باقي العصارة ولكنى أخشى أن تعصر بها قلبي بأحداث شجية حزينة
ReplyDeleteاتابع دوما نتاج صفاء روحك وصفو خياراتك بشغف
ReplyDeleteرائعة جدا كعادة كتاباتك يا سيدنا.. بداية مشوقة جدا ونحن بانتظار الجزء الثاني بقارغ الصبر..
ReplyDeleteعذبه.. واقعيه.. مؤثرة جداً ..بالتوفيق فى بقية الأجزاء ..متشوقه للجزء التانى
ReplyDeleteحسيت إني أعرف حمادة في الحقيقة
ReplyDeleteفي انتظار البقية
رائعة وواقعية جدا ولمست قلبي وتظهر واقعا مريرا لأعداد كبيرة من الأطفال في مصر يعيشون تلك القصة
ReplyDeleteيبدأ حمادة ، رقصة الطير الذبيح ، بالتنورة .. بجدته ، وطلباتها ، التي تحتاج أخطبوطا ، بمائة يد
ReplyDeleteايه الجمال و الروعة دة !! مزيد من الابداع يا أستاذ محمد تصفيق حار لك
ReplyDeleteايه الجمال اللي في العصارة ده يا استاذ رجعتني خمس وثلاثون عاما للوراء وايه الروعة اللي في ام فتحي دي , الاثنين اجمل من بعض
ReplyDeleteتسلم الايادي ، جعلتني اعود لايام الطفوله وأتمنى أن أشعر بطعم أيام الأجازة ولكنك سلبت منى إستلهام السعادة بتعاسة حماده ... ربنا يصبره ... ويصبرنا لحين كتابة الجزء الثاني
ReplyDeleteجميلة جدا جدا ..أولها فكرنى بلحظات جميلة لما كنا نخلص اخر يوم.. نفس الفرحة والضحكة والكلمة.. بس بعد كده حزنت مع حماده أوى ، يمكن عشيتنا مختلفة لكن انت قدرت تنقل الصورة كانها بتتكلم وعيشتنا معاه كل القصة رائعة بحق .. ملحوظة صغيرة اكيد مش هتزعل منها، ياريت تستعيض عن التشبية الدينى المستخدم فى بعض المواقف مثل كمن اخذ الكتاب بيمينه، الصفا والمروة.. بتعبيرات اخرى.. لسببين ،اولا انا بفضل نحافظ على قدسيه الالفاظ القرانية ولا نستخدمها الا فى الضرورة.. ثانيا لا تتفق وطبيعى محتوى القصة.عدا ذلك لا ارى الا قصة رائعة ومعبره وفى انتظار البقية.. وارجو ان تتلقى هذه الكلمات بوعى الكاتب وتعتبره نقدا بناءا وسعيا للافضل :).
ReplyDeleteهي ازاي رائعه كدا حقا تمس القلب وتاخذك الي عالمهم..:)
ReplyDeleteالهي ، تعلم أنني اصغر من هذا العذاب بكثير ،
ReplyDeleteأنا أحب الحياة ، وهم يصرون على الموت
حماده ترك ألم في قلوبنا ... كثير من هم مثل حماده بسبب ظروف الحياة الصعبة.. والأهل الذين يتطلعون بعديداً عن طفولة ابنائهم
مش عارفه اقولك ايه .. القصة اسرتني وقعدت اقراها دون تملل
أجمل مافي قصصك انك بتعيشنا الجو وبنحس بكل لحظه وبكل كلمه
احترامي وتقديري لقلمك استاذي الكريم
كالعادة استاذنا بتلعب على مشاعرنا بكتابتك الشيقة ... حمادة رايتع امامى دما ولحما من دقة السرد والاهتمام بالتفاصيل تمتعت كثيرا وتاثرت بحماده فاتوقع فى الحلقات القادمة تصاعد الاحداث اكثر ... للاسف التربية الخطأ للاولاد والفهم الخطأ للتربية يخلق شرخا داخل الطفل لايلم مهما طال الزمن... فالام اكيد خائفة على ابنها ولا تريد ان تراه على الحالة التى يوجد عليها الاب ولكن الجهل يولد السلوك الخاطىء
ReplyDeleteبداية مشوقة رائعة
ReplyDeleteوعظيمة أوصافك يا أستاذ محمد
الساحر .. حمادة !
ReplyDeleteحمادة ..
ذاك العصفور الرشيق ، الجميل الباسم ،
....بقلب عصفور
كله احاسيس وكانه من كوكب اخر
لم اتخيله طفلاً لة جسد هو مجرد روح مؤنسة غالية عزيزة
عزيز النفس ..كريم .. جزيل العطاء
بار بوالدية .. صديق صدوقاً للجميع
.. حقاً تأثرنا من أجلة
فهو كما لوأن لم يشعر بطفولتة أحد
عدا ..،، جدة ،،
الصدر الحنون
وأسلوب ولغة متميزان في البلاغة والمجال الفني وموسيقي الكلمة.. وقدرة إبداعية علي التحليل النفسي,
.. مبدع فى الفن الروائى
تمنياتنا لك بالتوفيق .وإنضمامك لكتابنا المتميزين .. نجيب محفوظ ..ثروت أباظة .. يحيى حقى ..يوسف إدريس .. .. ...
yossef ezz elden