على أطراف حيينا ، حيث الفضاء الفسيح ،
تتمدد شمس العصاري في البراح ،
لتلتقط أنفاسها ، وتجفف عرقها ، من
كد ظهيرة لاهبة ،
تتغافل عنا ، استعدادا لمشوار
المغيب ..
لنبدأ لعب الكرة ، والشجار ، والشقاوة !
ألمح ولدا يبدو في مثل سني ، يرقبنا من بعيد ، في توجس وخجل ،
يبدو طويلا نحيلا كعود قصب ، سماره
لامع ، عيناه طيبتان ، ثيابه نظيفة ..
أنزع نفسي من حومة اللعب ، لأقبل
عليه بترحاب ،
انت جديد هنا ؟!
يهز رأسه بالايجاب !
اسمك ايه ؟!
بصوت خفيض ..
فتحي ، من أسوان .. لسه واصلين الفجر ، بيتنا اللي هناك ده ..
يشير الي سور غير بعيد ، من الطوب
الأحمر ، أحاط بقطعة أرض صغيرة ،
في ركن قصي منها ، بناء من الطوب
الأحمر أيضا ،
سقفه من جذوع الأشجار ، يبدو أقرب الي الكوخ !
يستطرد .. والدي يعمل بالشركة الكبرى ، اصطحبنا لندخل المدرسة هنا ،
وأنت في سنة كام ؟!
أولى اعدادي ، هاروح مدرسة الثورة ،
يعني زمايل ، أنا كمان في نفس السنة والمدرسة .
تعال العب معانا ، واعرفك على اصحابي ،
المرة الجاية ، زمان والدي رجع !
ذهب فتحي وترك أثرا في قلبي ،
ليس كبقية الأولاد ،
هادئ خلوق ، مهذب نظيف ، محياه يشع ذكاءا !
أذهب اليه ، في اليوم التالي ، ليشاركنا اللعب ،
أقترب من بيتهم مناديا ، أطرق
الباب الخشبي المتقادم ،
ليرد فتحي من خلفه ، بخشوع راهب في صومعة .. حاضر ،
يفتح الباب بالكاد على قدر خروجه منه ، ويسحبه خلفه بهدوء ،
ونمضي .. يلاحقنا صوت حنون ..
تصلي العصر وترجع يا فتحي .. حاضر !
متلهف أنا للتعرف على فتحي وأسرته الهادئة الوقورة ،
هو أيضا يبدو محتاجا للحكي ،
وان لم يتخلص بعد ، من تحفظه
الجنوبي المتأصل ،
فتحي أكبر أخوته ، فبعد أن أتم من عمره سنة ،
تبعه ، أخوان : محمد و مصطفى ،
وأختان : فاطمة وزينب ،
على التوالي ، يفصل الواحد عن الآخر سنة ،
فيبدو أن أمه كانت تحمل عقب كل أربعين ،
بالرغم من زواجها في الخامسة عشرة
من عمرها !
أبي ، يكبر أمي بكثير ، يحكي لي فتحي ..
هو ابن عمها ، ماتت زوجته الأولى ،
وكانت عاقرا ، فثنى بأمي ،
تخرج في المدرسة الصناعية ، يعمل
هنا عملا فنيا دقيقا ،
أما أمي فلأن أبيها ناظر المدرسة في بلدتنا ، فهي ( شاطرة ) ومتعلمة ،
أكتفت بالأعدادية لتلحق بأبي .. هي
لاتكف عن القراءة ، وكتابة الخط العربي الجميل ،
لاتفتأ تكررعلى مسامعنا : من يستقم لسانه وخطه وعقله ، ربنا يوفقه و يحبه !
تجهد لتذاكر معنا ما أستطاعت استيعابه ، من موادنا الدراسية المختلفة ،
تلك متعتها الحقيقية !
يبدو لي بيتهم ( حوشهم ) من الخارج ،
كصومعة عبادة ، من فرط الهدوء الذي
يلفه ،
ثكنة عسكرية ، من جدية النظام الذي
يحكمه ،
محضن علم وتربية ، من غلبة
الأجتهاد والأدب والنظام !
يهل علينا شهر رمضان ، لتزيدنا لياليه ونفحاته اقترابا وألفة ،
ما يلبث العام الدراسي أن يبدأ ، حتى لحقت به ، حرب العاشر من رمضان ..
صوم ومدارسة وحرب ..
أجواء ساهمت في رسم صورة نورانية ،
غمرت وجداني عن فتحي واسرته ،
والده ، الذي يقبل منتصبا مستقيما كمسلة فرعونية ،
يبدو عاملا بجد ، متدين ببساطة ، قوي بتواضع ،
حازم بحنان ، باسم بوقار ، صامت
بحكمة !
أما ، أم فتحي ، فهي نخلة البيت ،
سمراء سامقة ، أصلها ثابت ،
ظليلة ، ظلها وارف ،
معطاءة ، عطاؤها غامر !
أما الأبناء ،
فلاتراهم الا نظيفون نشيطون ،
كصحبة ريحان ،
يبدون وكأنهم في معسكر دائم
للكشافة ، لاينفض !
مدربون بعناية وحزم ، كل يعرف دوره ،
يقدم عمله على كلامه ، لاتسمعهم
الا همسا ،
يضعون أمهم دوما ، نصب أعينهم ، بانتظار أوامرها وملاحظاتها ،
التي تبديها غالبا .. بنظرة من
عينيها اللامعتين !
في ليلة السابع والعشرين من رمضان ، ضمنا المسجد ،
فرحين بالنصر، مترقبين ليلة القدر ،
وبعد أن صلينا الفجر ، لمحنا
الصغيرة زينب ،
بباب المسجد ، خجلة مرتبكة ،
تنتحب و تشير ناحية أخيها فتحي ،
هرعنا اليها ، لنتلقى صدمة وفاة
والدهم ، رحمه الله ،
غادر فتحي ، مصطحبا أخته في خشوع وصمت ، وكأنه كبر للتو ، وصار أبا !
ليبدأ شوط جديد في حياة تلك الأسرة
المجاهدة ..
لم نسمع لأم فتحي صوتا ، لم تلطم خدا ولا شقت ثوبا ،
بدا الأمر وكأنها أعلنت مع حدادها
، الذي يبدو أنه ، سيصبح أبديا ،
حالة في البيت أشبه ما تكون ،
بالتعبئة العامة !
لم تضيع وقتا ، أستغلت أجازة العيد ، وتوقف الدراسة ، لأجواء الحرب ،
لتتشاغل عن مأساتها ، وتشغل أبنائها عن أول عيد لهم ، بلا أب ،
فتقرر انجاز أول أعمالها البطولية ، كأرملة ، بأن تستكمل بناء البيت ،
عل المرحوم الحبيب يرتاح في نومته
،
وهو يرى أولاده مستورين في بيت
يقيهم نظرة الأشفاق !
دفعت بما توافر لديها من مال ( من الشركة ، ومن بيع قراريط في البلد) ،
الي الحاج عبد الغني المقاول ، جارهم الطيب ،
رفيق المرحوم في الذهاب الي المسجد ، وآخر من صافحه قبل ارتقاءه ،
ليبني لها الدور الأرضي ، غرفة لها
بصحبة البنات ، وغرفة للأولاد ،
والثالثة لمن يهبط من الجنوب ،
فضلا عن صالة فسيحة ومنافع ،
يعلو كل ذلك ، سطح خرساني وسيع ،
تتنفس فيه مع البنات ، في البكور ،
وتجالس الجارات ، في العصاري ،
وتعتني بمؤنة البيت من البط
والدجاج !
أدى المقاول الطيب عمله ،
بوفاء لجاره وصديقه التقي الذي رحل
،
وبأمانة وشهامة لأرملته التي ترك ،
أذهب لزيارة فتحي ، أثناء جلسة تسوية الحساب مع الحاج عبد الغني ،
في حضور فتحي وأخوته ،
يقسم الرجل أغلظ الأيمان ، ألا
يتقاضى قرشا أزيد من تكلفة المواد ،
والتي جاهد ليحضرها بأرخص الأسعار ،
فضلا عن أجرة العمال التي خفضها
معظمهم الى النصف ،
يغمغم منتحبا ..
دا المرحوم كان شامخ أوي ،
سايق عليكي النبي ، تشرفيني أعمل
حاجة لحبات الألماظ دول ..مشيرا الى فتحي واخوته ،
ربنا يكرمهم ، ونشوفهم في العلالي
،
ينصرف مشيعا بصوت أم فتحي الهامس ، بشكر ودعاء!
أعود لأحضر أمي للزيارة والتهنئة بالبيت الجديد ، ضمن زرافات الجارات
المهنئات ،
تقترب من الباب بسيل من البسملة
والدعاء ،
سعيد يانبي ،
اللهم صلي على جمال النبي ،
ربنا يسترك ويعوضك عوض الصابرين ، يا أم فتحي ، يا أميرة ياست الكل ، ياغالية
،
ويخليهملك بحق جاه النبي محمد ،
تهرع أم فتحي منحنية لأحتضانها ، لقصر قامة أمي وسمنتها ،
اللهم صل عليه ، خطوة عزيزة يا ست
أم محمد ،
الله يعز مقدارك ، مبروك ماعملتي ،
أهو كده ، علشان نفسية العيال ،
ربنا يحرسهم ، ويريح الغالي في
تربته بنجاحهم ،
.. تتوقف لتجهش بالبكاء ، لتسيل مدامع أم فتحي العصية ،
تمسح أمي وجهها السمين ، الذي يتصبب دموعا وعرقا ، لتستطرد ..
والنبي ربنا هيكرمك آخركرم ،
تتمتم أم فتحي مطرقة بهمس ، كدأبها
، الحمد لله ،
لتكمل أمي ..
دي الشركة هنا ، بتكفي العامل
وأسرته من كافة شيئ ،
كسوة وعلاج محترم ، مجانا ،
وجمعية تعاونية ، وكل شوية حوافز ومكافآت ،
الحمد لله ، رضا ، مستورة .. ربنا ما بينساش حد .. ترد أم فتحي ،
يالا ، اقعدي بالعافية يا حبيبتي .. تنهض أمي ،
تحتضن فاطمة وزينب ، وتقبلهن ،
وتدس نقوط البيت الجديد ، في أكفهن
السمراء النحيلة ،
الله يعافيكي ، شرفتي وآنستي ، ان شا الله ما اعدمك ،
أستأذن فتحي لألحق بأمي ،
التي لم يزل يتردد صوت دعواتها ، لأم
فتحي وأبنائها ،
أمسك بيدها الحنونة ، لأجد فيها حرارة انفعال وتأثر !
تغشاني الدهشة ،
من أين لأم فتحي ، تلك الأرادة الصلبة ، العملية ، المثابرة ؟!
كيف استطاعت أن تصبغ حزنها .. بالفرح ،
عزاؤها .. بالتهنئة ،
حدادها .. بالحركة والبناء والحياة
!
لم يبق أمام أم فتحي ، الا التفرغ
التام لهدفها المصيري .. تعليم أبنائها ،
لابد وأن تدخر شيئا ، من معاش
المرحوم ،
تحسبا لمتطلبات هذا المشوار الشاق
الطويل ،
نعم التعليم بالمجان ، واجتهاد أبنائها
كفاها مؤونة الدروس الخصوصية ،
وتوارثهم الكتب والأدوات والملابس
خفف من المصاريف ،
الا أن الأيام تحتاج ، ما يخبأ من
أجل عواديها ،
فلا مفر من شيئ من التقشف ،
يعز عليها أن تحرم حبات قلبها شيئا ،
لئن تنام طاوية ، ولاينقص من عشائهم
لقمة ،
ليس لها خيار سوى احتمال الجميع لشيئ من المرارة .. من أجل النجاح ،
ستبذل مافي وسعها ..
ليبدو ابناءها أمام الناس محترمون
مستورون ،
أما خلف باب البيت ، فسنحتمل أية
معاناة ،
آه .. ما أصعبها من معادلة ،
وما أثقله من حمل !
تستأنف الدراسة، أتفقد فتحي في حوش المدرسة ، فلا أجده ،
ربما يكون عند ( الكانتين ) كما
تعودنا أن نتجمع ؟!
يبدو أنه لم يبرح الفصل بعد ،
أتوجه الى فصله متوجسا ..
يستقبلني بمظهره النظيف ، ووجهه
الطيب المنير ،
يجلس منهمكا في دروسه ، جادا
منتصبا متأهبا ،
كتمثال الكاتب المصري ، ولكن في
ملابس الجند ،
يبدو وكأن أمه تدربهم كل يوم ، تدريبا
شاقا لمعركة كبرى ،
كأن مصر تحارب بشعبها لتعبر قناة السويس ،
وأم فتحي تحارب بأبنائها لتعبر قناة الزمن !
.. ليه يا فتحي ما بتحضرش الفسحة ،
ولا بتيجي الكانتين ، وحابس نفسك
في الفصل ؟!
أبدا بذاكر، وحتى لاتتسخ ملابسي وحذائي ،
ألتقط من نبرته الخجولة ، السبب ..
أنه المصروف !
لترفع أم فتحي الحرج عن أبنائها ،
بعد أن اتخذت قرارا مؤلما بتوفير مصروفهم اليومي ، في اطار خطة التقشف ،
أختارت أن تشحنهم بفكرة مواصلة
المذاكرة والأجتهاد ، حتى في الفسحة ،
ليتفوقوا ويصبحوا أطباء وطبيبات !
أقنعتهم ، أن حبل نجاتهم الوحيد هو العلم ، ولاشيء غير العلم ،
ولكي يحوزوا قمة التفوق في العلم ،
فلابد وأن يكونوا أطباء ،
تلك هي قناعتها التي لا تتزحزح !
فالطبيب يظل محترما لحاجة الناس
اليه ، واستحالة استغناؤهم عنه ،
كما أن ثوابه يكون عظيما ، كلما
خدم الغلابة ورحمهم ،
فلتجتهدوا لترسلوا لأبيكم الغالي ،
أكبر قدرمن الثواب !
يبدأ يومها بصلاة الفجر ،
تلبس سواد العتمة المنسحبة لتفسح
للنهار مكانا ، على سواد حدادها الأبدي ،
تتمسح في حيطان البيوت النائمة ،
لتصل الي (حمدي ) البقال ،
دون كلمة واحدة ، تضع وعاءها
اللامع النظيف ، ليسكب فيه ( ماء الفول ) ،
يرفقه بعدد من الأرغفة البلدية ، تكفي اليوم ،
تعطيه قروشها ، وتمضي في هدوء ،
لتلتقط في طريقها ، وعاء الحليب ،
من ( بسيمة ) الفلاحة ،
البيت ( المعسكر الدائم ) في انتظارها ، كخلية نحل ،
البنات لكي الملابس وترتيب غرفتهن
، والتعاون في عقد ضفائرهن ،
يضعن صحن العسل الأسود ، والجبن القريش ، والبيض المسلوق .. على الطبلية ،
بانتظار الخبز والفول ( ماء الفول
) ،
براد الشاي بانتظار الحليب على
النار..
أما الأولاد ، فعليهم تلميع الأحذية و ترتيب أماكنهم ،
تفت الأم قطع الخبز في ماء الفول ، قليل من الزيت ، رشة ملح ،
( تعتقد أن ماء الفول ، هو خلاصة ما في الفول من فائدة ،
دون قشر أو مواد صلبة تربك البطن ، بتسقية خبز الردة البلدي فيه ، مع الزيت والملح
، بالأضافة لجبن القريش ، والبيض ، والعسل الأسود .. وجبة سحرية توارثتها ، تجعل
أبناءها كالخيل ، قوة ورشاقة ، خفة ونشاط وذكاء ، وشبع .. يغنيهم عن التطلع لأي
شيء خارج البيت ) !!
يسكب الشاي مع الحليب ، تكتمل
الطبلية ،
ليتحلق الجميع ، حول طعام الفطور..
( بسم الله ) وابتسامة رضا في وجه الأم ( القائد ) ،
ثم ينفضون .. ( الحمد لله ) !
يتبادلون مناوشات ضاحكة بريئة ،
ملؤها الحب ،
وهم يصطفون كالبيادق ، فيما يشبه طابور العرض ، أمام قائد حازم ،
شعورهم ممشطة ، أحذيتهم لامعة ،
ملابسهم نظيفة مكوية ،
أدواتهم وكراريسهم وواجباتهم أخذت
الأم ( القائد ) تمامها قبل النوم !
يتقدم كل منهم نحو أمه بخشوع ،
ليقبل رأسها ويديها ،
فتحتضنه بعمق ، وتقبله هامسة :
الله يحنن عليك ،
ينصرفون ، بأدب ، تحت صدى
تنبيهاتها الجادة ..
أنتبهوا لدروسكم ، الفسحة في الفصل
،
المرواح والمجيي دوغري ،
ابعدوا عن العيال البطالة ،
طقوس مقدسة لاتتخلف كل صباح ، ظفرت بحضورها مرة ..
عندما طلب مني فتحي ، الحضور ، لتسألني أمه عن ( أخبار المدرسة ) !
أصبح فتحي قليل الظهور ،
كثير الصمت والمذاكرة .. وكذلك
بقية أخوته وأخواته ،
تمر الأعوام وهم يحتفظون بنحافتهم
وصمتهم .. وتفوقهم ،
نصل ، فتحي وأنا ، الي محطة الثانوية العامة ،
ليختار هو القسم العلمي - علوم ،
وأذهب أنا الي الرياضيات ،
حتي يأتي اليوم الذي تتعالى فيه ، لأول مرة ، زغاريد أم فتحي ،
فقد نجح فتحي بتفوق في الثانوية
العامة ،
ليحقق لأمه أول أهدافها ( الأستراتيجية
) ، بدخوله كلية الطب ،
وأنال مناي ، أنا الآخر ، وألتحق بكلية الهندسة ،
تتوالى الزغاريد كل عام ، بنجاح
محمد ، ليلحق به الباقون تباعا،
خمسة عشرة سنة ، وأم فتحي تحمل هم الشهادات ،
خمس متتاليات ، ابتدائية ، ومثلها
اعدادية ، وأخيرا الثانوية ،
لم تذق طعم الراحة يوما ، حتى تحقق أول أهدافها ،
بلحاق أبناءها وبناتها بكلية الطب !
تغيب أم فتحي في حالة نادرة من الوجد والتاثر ،
وتروح في البكاء ، غير منتبهة
لوجودنا ،
تدور في البيت ، وكأنها تبحث عن
زوجها ، لتبشره ،
ناظرة الي السماء .. تتساءل بخشوع
،
كيف حدث هذا ؟!
الهي أنت من فعلت ، أنت من ربيت ،
كم من برد عضنا .. فكان سترك دفئا
،
وكم من حر أضنانا .. فكانت رحمتك بردا ،
وكم من جوع أوجعنا..فكان الأتكال عليك شبعا !
ثم تخر ساجدة ، تسبح في دموعها التي اختلطت بدموعنا جميعا !
تمضي الأيام ..
لأسافر أنا ، الي ( فرانكفورت - ألمانيا ) لدراسة هندسة مباني الأستيل ،
ويظفر فتحي ببعثة للدكتوراة ، في
الجراحة العامة ( بأدنبرة – المملكة المتحدة ) ،
أغيب طويلا ، تصلني من حين لآخر
أخبار أفراح أم فتحي ،
من تخرج وعين معيدا ، ومن أبتعث ،
ومن خطبت ، ومن تزوجت ،
وطوابق البيت التى تعلو ،
ومشاريع أم فتحي الجميلة ، التي
تستحثني أن أعود لتريني اياها !
أعود ، بعد غياب .. الي مصر ،
التي استقبلتني طفلا ، بغارات
الصهاينة ، ابان النكسة ،
والهبت حماسي مراهقا ، بعبور
جنودنا في رمضان ،
لتخيب أملي شابا ، باصرارها على المضي ، الي المجهول !
أتفحص الناس والشوارع ، والدنيا من
حولي ، منقبضا ،
سارحا ، أتمتم ، أما من نقطة ضوء ؟!
لأجدني قبالة بيت ( الحاجة ) أم فتحي ،
أصطحب بناتي ، المتلهفات لرؤية
أسطورة ، طالما حدثتهن عنها ،
امرأة ، صنعت من محنتها ، لبنات ذهبية في بناء مصر ،
أنتزعت من كينونتها ، كل ما يعتري
الأنثى ،
من نوازع واحتياجات ، لتجمعه في
صرة ،
وترسله ، ليسبقها الي قبرها ..
كي تتفرغ لحمل ما كتب عليها ،
مما ينوء بحمله أولى العزم من الرجال !
هاهو البيت الصغير ، قد كبر ، ليصل الي خمس طوابق ..
الأرضي والذي يليه ، مستوصف خيري
نظيف ،
اصطحبتني الحاجة أم فتحي ، بفخر ، لأتفقده ،
وأسلم على ( الدكاترة ) محمد ومصطفى وزينب ،
وقد حملوا على عاتقهم ، تخصيص جزء من وقتهم ،
لخدمة المستوصف ، ودعم الأطباء
الشبان من أبناء الحي فيه ،
.. أدعهم في أنهماكهم وسط الفقراء
،
نصعد الي الطابق الذي يليه ،
ثلثه لسكنها ، والباقي .. حضانة ، ومكتب لتعليم
الخطوط العربية ،
تهمس ، أهو حاجة أشغل نفسي فيها يا ولدي ..
ثم طوابق ثلاث ، لشقق كل من
الدكتور فتحي ، وأخوته ،
ليبقي الدور الأخير ، خصصته لجمعية
رائدة ، لرعاية المرأة المعيلة !
أجلس بحضرتها خاشعا ، تحتضن بناتي ، وترمقني بنظرة دامعة ، ملؤها شجن
الذكريات ،
تتوجه للبنات ، لو تعرفوا غلاوة أبوكم عندي ، زي غلاوة الدكتور فتحي ،
حمدا لله على سلامتك ، ياضنايا ،
فتحي اتصل ، فرح انك هنا ، وهتحضر فرح زينب ، يومين وراجع ، باذن الله ،
فاطمة بتسلم عليك ، اتعينت في طب اسكندرية ،
واتجوزت هناك ، المهندس نور ، ابن
خالها ، ما يتخيرش عنك ،
هيه ، عرفتوا يا بنات ، أن المرأة نصف الدنيا .. أقول لبناتي بفخر !
تصمت أم فتحي برهة ، تطرق متأملة ، ثم ترفع رأسها بهدوء .. لتقول :
المرأة هي الحياة !!
حقا قصة رائعة تصور معانة الإنسان وآلامه وفي نفس الوقت طموحاته وأحلامه !رائع جداااا
ReplyDeleteايها النجم الساطع بدرر الكلمات
ReplyDeleteسردك للحكايه يجعلنا نعيش واقعا...وكأننا نحياه ....تصف المشاعر بدقه لانك غواص فى بحر المشاعر والكلمات ..اجدنى امام كاتب واديب وقصاص...وكأنى أقرأ لنجيب محفوظ...
أعجبنى فى سياق القصه..شموخ وعزة نفس المرأه ..وقوتها فى تحقيق هدفها..اليست المرأه هى المعمره للكون!!!! تربى بخطه محكمه زمنيه يساعدها فى تحقيقها المولى عز وجل...اليست الجنه تحت اقدام الامهات!!!!المرأة هي الحياة !!
تقبل تحياتى...............................ابداااااااااااااااااع
بجد تحفه .. بتعيشني جوه القصه والله .. كأني شفت ام فتحي و فتحي و جوزها .. مبدع حقيقي ا/ محمد صلاح ..شخص نقي من الزمن الجميل .. يقطف دائما من ذكرياته ثمارا رائعه دائما يتحفني بها !!
ReplyDeleteمن يستقم لسانه وخطه وعقله ، ربنا يوفقه و يحبه ! كلام جميل حأقوله لأولادى مرة، أسلوب شيق للغاية ،اختيار كلمات القصة لقارىء جيد..بس النهاية سعيدة قوى، ده ممكن يحصل فى الواقع؟ صعب ..
ReplyDeleteسلاسة الكتابة لديك تجعل كتاباتك من أجمل ما اقرأ
ReplyDeleteقصة جميلة ذكرتنى بالكثير و جعلتنى أتامل فى الحياة - ولو أنى كنت أفضل قراءتها كرواية طويلة حيث يمكن تصوير كثير من التفاصيل. أقدر انتاجك العظيم وأحب هذا النوع من القصص القصيرة ذا النهايات المحددة ولكنى شخصيا دائما ما أنحاز الى الروايات:-)
ReplyDeleteانت ديما رائع
ReplyDeleteالمرأة هي الحياة .. أجمل رسالة تركتها أستاذ في النهاية أرجو أن يدركها الجميع .. مساء الارادة والأمل والمثابرة / مساء الحكمة ..تصميم .. ارادة .. أمل .. أجمل ماتمتاز به سيدي تصالحك دائما مع الحياة .. أهنيك وأبارك لك قلمك فما يخطه درر وليس شخبطات
ReplyDeleteرائعة كالعادة ،ام فتحي هي مــــصــــــــر ومصر ستفرح بأبنائها قريبا
ReplyDeleteالمرأة هي الحياة. .استمعت بالقراءة وعشت بالاجواء رائعة :-)
ReplyDeleteطويلة و اكثر من رائعة :)فعلا ماحسيتش بطولها من كتر متعة قراءتها :) و هقرا الباقي :)
ReplyDeleteجميله فعلا
ReplyDeleteأبكيتني بدموع الفرح يا محمد، ... لكم جذبني صدقك!!!
ReplyDeleteعند أول وهلة قلت لنفسي، ... قصة ورواية، مالنا ومال هذا الترف الفكري، .. لكن فضولي دفعني للقراءة، ولم أستطع التوقف، ... أكاد أجزم أنها قصة حقيقية!
أبلغ فتحي وأهله أنِّي أحبهم، وأقبل يد أمهم!
تسلم ايدك ...
ReplyDeleteجميلة اوي
وعلى فكرة طريقة حضرتك في السرد بتفكرني بطريقة نجيب محفوظ في رواياته
وأخراً وليس أخيراً
المرأة هي الحياة !!...
روعه تسلم ايدك
ReplyDeleteانا شفت ام فتحى فى كلاماتك وعديت على السنين الطويلة فى كفاحها وفعلا إحساس صادق نقلته بمنتهى البراعة بارك الله فيك
ReplyDeleteاعدتنى الى اجواء مصر الحقيقيه والبشر التى تكافح من اجل الحياه تجوع وتتعرى وتبنى على حد وصف الشيخ امام وهم كثر فى مصر ولابد ان فينا كلنا لمحات شخصيه معينه من قصة الكفاح التى ترويها فيك وفيى ..مصر فى صبانا كانت تقدم نماذج عديده من هذا النوع لعلك تقصد هذا بالاسقاط -الجانب الشخصى من القصه - وفى كل قصه جميله لابد ان تلمس فى القارىء حسا شخصيا او جانب شخصى ...جميل اخى وصديقى .. متعك الله بالمحبه اللدنيه !!
ReplyDeleteرائعه كعادتك أ.محمد , ما أحوجنا لسيدات مثل أم فتحى حتى تبنى لنا مصر الحبيبه و ما اروع رسالتك الأخيره
ReplyDelete"المرأه هى الحياه "
المرأة هى الحيـــــــــــاة ♥
ReplyDeleteالله عليك يا استاذ ... هى رائـــــــــعــــه بحق .. تمنيت ان اقابل أم فتحى وابصم قبلة على جبينها الأبيّ المضئ بعظمة قلبها ..
وما اكثر ام فتحى فى مجتمعنا ولكننا لا نعرف عنهم شيئا ولكن ليس جميعهم ام فتحى .. لو كان الجميع مثلها لكان الحال غير الحال .. فالمرأة نصف المجتمع وهى من تربى نصفه الآخر .. فالأمر كله بيدها .. فهى الحياة كما ذكرت .. تعبير بديع وسرد رائع .. انت رائع استاذى
روعة , عيني دمعت و انا بقرأها !!
ReplyDeleteرائعة !!
ReplyDeleteكل الشكر إستاذ صلاح على الهديه الرائعه كمُهديها:)
ReplyDeleteرائـــــــــــعه أستاذ محمد :)
ReplyDeleteسلمت يداك ودامت كتاباتك ..:) ما اكثر ام فتحي في هذا الوطن !!
ReplyDeleteرائعة يا أستاذنا .. بس فتحت شهيتي على فطار أولاد أم فتحي قوي وخصوصا ع الطبلية :))
ReplyDeleteما شاء الله رووووووووووووووووووعه
ReplyDeleteجميلة جدا أستاذى ... اللهم ارزقنا الصبر والمثابرة واخلاص أم فتحى وارزقنا بزوجة مثلها وأطفال مثل أطفالها :))
ReplyDeleteرائع يا أستاذ محمد !!
ReplyDeleteرائعة، الله يفتح عليك كمان وكمان.
ReplyDeleteسلِمت يمينُك استاذى الكريم..فكرتنى بأهل مصر الطيبين فى هذا الخِضم الصعب الذى نعيشه مع أُناس ظاهرهم من بنى جلدتنا وباطنهم غير ذلك
ReplyDeleteوالله اكثر من مميز ... يا استاذي واتمني لو تكوني في كل بلد عربي عشره من ام فتحي .. تحياتي
ReplyDeleteلاحساسك روح تعطرت بنبض الكلمات ورحيق عطرها
ReplyDeleteأم فتحى ... شموخ رائع وهمة وعزم لا توجد الا ف أولى العزم من الرجال ..تتعلم منها الصبر والحلم والجد ..سلمت أم فتحى وسلم من نسج بأفكاره وخط بيمينه قصتها لتلهب ف النفس مشاعر إنسانية نتعلم منها . كتاباتك تهذب وتربى ..تعلمت كثيرا..و قمة ما تعلمته ..أن "المرأة هي الحياة !!" متألقة فى الكلمات والأهداف كأنها ياقوته ..تلمع بالمعانى الأنسانية :))
ReplyDeleteرائع دائما يا استاذ محمد
ReplyDeleteمازلت تبهرنى أ.محمد بهذه القصص الانسانيه فهى وان كانت جميعها هادفه وتعمل على ايصال رؤية وهدف للقارئ لكن جمالها الاساسى فى نظرة هو غذاء الروح والنفس وانسانيتها الرائعه اما عن ام فتحى فساقتبس جملتك الرائعة
ReplyDelete"امرأة ، صنعت من محنتها ، لبنات ذهبية في بناء مصر"
هذا هو بيت القصيد المراة هذا الكائن الخطير اذا فسد فسد المجتمع كله واذا صلحت صلح المجتمع كله تخيل معى ابنائها انشأوا كم اسرة على نفس القيم التى تربوا عليها وكم اسرة سيخرجون الاسرة هى لبنة المجتمع والمرأة هى الحياة بوركت اخى وصديقى العزيز
تغيب تغيب وترجع الينا بجديدك الممتع والمختلف عن سابقه ... عجبنى جدا المزج بين حرب اكتوبر وحرب الزمن فكلامهما حرب حياه .. عجبنى دقتك فى الوصف مما جعلنا نرسم صورة لام فتحى واولادها وللمنزل والحى وكل شي فاصبحت قصتك مثل القصص المصورة ...اشكرك على احياء المشاعر النبيلة بداخل كل واحد فينا فانا ارى فى كلماتك مصر القديمة الاصلية وما كانت عليه ومصر التى اتمنى رجوعها مرة اخرى لهذا الحال بغد الغيبوبة الطويلة الاجل التى حلت بها الفترة الاخيرة
ReplyDeleteإن كانت للبطولة صور ، فأم فتحى إحداها.. و إن كان للقص أساليب يمزج بين المتعة و العظة ، فقص (محمد صلاح) إحداها ..جميل حبس و إختزان اللحظات ثم إخراجها بهذا السرد المشوق ، المقابلات فى القصة غاية فى التاثير كالحرب و استعداد الزوجة لدخول حرب الحياة و إنتصارها ، إعداد الأولاد كالجند ، أم فتحى كان نموذج يتكرر فى مصرنا قديما ، و من فرط تكراره كنا لا نلتفت لمعانى البطولة و الوفاء و الجلد فيه ، أعجبتنى عبارة تلبس سواد العتمة المنسحبة لتفسح للنهار مكانا ، على سواد حدادها الأبدي ..أعجبنى كالعادة المحافظة على الجو النفسى للقصة و كذلك الألفاظ المعبرة عن الجندية لتلك الكتيبة المقاتلة (كتيبة أم فتحى) حتى تحقيق النصر .. تعيدنا للجميل و الأصيل دائما يا أستاذ محمد ، و تعيدنا لأدب يحيى حقى و نجيب محفوظ الذى حفظ مصرنا العتيقة بقيمها المتجددة فشكرا على الجهد و شكرا على المتعة .. و شكرا لأم فتحى رمزا للصبر و إستقبال قدر الله بجلد و إحتساب .
ReplyDeleteكيف حدث هذا ؟!
ReplyDeleteالهي أنت من فعلت ، أنت من ربيت ،
كم من برد عضنا .. فكان سترك دفئا ،
وكم من حر أضنانا .. فكانت رحمتك بردا ،
وكم من جوع أوجعنا..فكان الأتكال عليك شبعا !
ثم تخر ساجدة ، تسبح في دموعها التي اختلطت بدموعنا جميعا !ابدعت ابدعت ابدعت استاذي الفاضل ... قصة في قمة الروعة برائحة اصالة الشعب المصري ... كثير من هم أمثال أم فتحي في مصر ونفتخر بهم .. قصة كانت بين الألم والأمل .. من المحن تبني القمم ... سلمت ايدك قصة اعجبتني جداً وشعرت وكأني ارى هذه المشهد من على اسطح هذه القرية التي كانت تعيش فيها أم فتحي ... ننتظر جديدك وابداعك :)قراءة مثل هذه القصص يحتاج لهدوء وسكينه ليسبح العقل معها... شكراً لك
أكثر من رائعة :-)
ReplyDeleteقصة أكثر من رائعة - بداية مبشرة و منعشة ليوم طويل - استمر في الكتابة
ReplyDeleteبصراحة عاجز عن وصف روعتها.. دام قلمك أستاذنا..
ReplyDeleteرائعة جدا يا استاذ محمد :))
ReplyDeleteرائعة..قرأتها واحسست انني في فيلم يجسد القصة لحظة بلحظة كلماتك كالصورة المتحركة..حقيقي جميلة..
ReplyDeleteأبدعت أحاسيسكم حول هذه الجمله ..
ReplyDelete"المرأة هي الحياة !!"
وأي إبداع ..!!
تقدير وإعجابي لكم ولكلماتكم ولمدونتكم
رائعة !!
ReplyDeleteلغة قصصية متميزة في إيقاعها وتراكيبها، متوهجة بالمشاعر والأحاسيس، متدفقة بالحركة، نابضة بالحياة، ذات قدرة فائقة على الإيحاء والتجسيد، والتأثير في المتلقي....
ReplyDeleteتقترب من الأحياء الشعبية البسيطة .. تعايشها .. وتصور ببراعة وإتقان ،وبتفهم للروح المصرية .. فتصفها وصفاً دقيقاً وصادقاً ..
..فكتاباتك تتسم بالواقعية الشديدة ،وتعبر عن مشكلات وقضايا مجتمع بصدق ووضوح ..
متمكنًا من الأداة اللغوية،
تجمع بين جمال الصياغة وروعة الفكرة والإحساس المرهف، مع الاهتمام بالقيم الدينية والأخلاق السامية وإعلاء المثل العليا...
مما أضفى لإبداعك الأدبى سحرًا فريداً
" شخصية " أم فتحى
هى قصة حقيقية متكررة فى المجتمعات المصرية
وهى قصة إنتصار الإرادة على كل الظروف
هى قصة ..الأمل الذى يولد من رحم المعاناة ..
من أجمل الجمل
" حبات القلوب "
" حبات الألماظ "
تحياااااا تى ..
yossef ezz elden
لغة قصصية متميزة في إيقاعها وتراكيبها، متوهجة بالمشاعر
ReplyDeleteوالأحاسيس، متدفقة بالحركة، نابضة بالحياة، ذات قدرة فائقة على الإيحاء والتجسيد، والتأثير في المتلقي....
تقترب من الأحياء الشعبية البسيطة .. تعايشها .. وتصور ببراعة وإتقان ،وبتفهم للروح المصرية .. فتصفها وصفاً دقيقاً وصادقاً ..
..فكتاباتك تتسم بالواقعية الشديدة ،وتعبر عن مشكلات وقضايا مجتمع بصدق ووضوح ..
متمكنًا من الأداة اللغوية،
تجمع بين جمال الصياغة وروعة الفكرة والإحساس المرهف، مع الاهتمام بالقيم الدينية والأخلاق السامية وإعلاء المثل العليا...
مما أضفى لإبداعك الأدبى سحرًا فريداً
" شخصية " أم فتحى
هى قصة حقيقية متكررة فى المجتمعات المصرية
وهى قصة إنتصار الإرادة على كل الظروف
هى قصة ..الأمل الذى يولد من رحم المعاناة ..
من أجمل الجمل
" حبات القلوب "
" حبات الألماظ "
تحياااااا تى ..
yossef ezz elden..
★هي اﻷم ..هكذا
ReplyDeleteإذا أعددتها..أعدت شعبا طيب اﻷعراق..
★ماأجمل الجنوب!وما أروع البساطة والقناعة..المملوءة باﻹيمان والرضا.
★وما أكثرهن..كأم فتحي..بين ظهرانينا تكافح وتشقى للعبور بفلذاتها إلى بر اﻷمان.
★ أقصوصة رائعة..سردت واقعا..ملموسا..بتفاصيل دقيقة..نشتاق لروائحها وزمنها.
★الكاتب:محمد صﻻح..كم نحتاج لمثل هذه القدوات المضيئة..في زمن ندر فيه الصﻻح واﻹيمان والثقة بالله العزيز القدير.
★وفقك الله وسدد خطاك..
تقبلى امتناني، سيدتي:)
ReplyDelete