أسكت يا عادل ، أنا مصدوم ، ومتألم جدا ..
دلوقتي بس عرفت ليه كثير من
المتدينيين بيقدموا
الإسلام في صورة منقوصة ،
بل ظالمة ،
من فرط ماهم فيه من حرمان من
النور والذوق والجمال ،
ماذا تنتظر ممن غمس نفسه في
الرطوبة والقبح والظلام ،
وفرغ حياته من أي ملامح جمال
أساسية للروح والجسد وللعلاقات الإجتماعية ،
أدنى حد من الملامح الفطرية ،
التي ليس لها علاقة بالفقر أو الغني ..
كالذوق في استقبال الضيف وإكرامه
،
بتهيئة المكان اللائق من حيث الإضاءة والتهوية ،
والنظافة والرائحة ، واللمسات
الجمالية ولو لوحة على الحائط ،
فبالرغم كل ما عانيناه من شدة
، لم تحرص أمي على شيئ أكثر من حرصها على نظافة وجمال بيتنا وزهاوته !
أيضا المظهر يا أخي ، الشكل والأسلوب ..
بالله عليك دي مناظر ناس تقدم
نفسها للمجتمع على أنها تحمل رسالة الإسلام ،
دين الحق والخير والجمال ؟!
والله لوبعث النبي ، عليه الصلاة والسلام ، من قبره ، واطلع على
ملابسهم الرثة ،
ولحاهم المفعكشة وعمائمهم
المقيحة المنيلة بنيلة ، وأسنانهم الصدئة ونعالهم المتربة القذرة ،
ورائحة العرق والحلبة والزيوت
الزنخة المعبأة في زجاجات صغيرة يخبئونها في سيالة الجلابية ،
ليبيدوا بها الخلائق بزعم أنها مسك !
طب والله النبي يغمى عليه ،
ويقول ياخسارة تعبي وشقايه ..
ما شفتش العصاية المعفنة اللي
حاططها اللي اسمه "فجلة"
ده في جيبه ،
بتنز سائل اصفر نتن ويقولك
سواك ، وسنة عن النبي ،
زي ما التاني اللي بيدلدق
الحلبة في الطبق ، وعلى دقنه وهدومه ، و برضه يقولك سنة عن النبي ،
آه يانبي يا مظلوم معانا !
وبعدين ايه الشوم اللي راكنين
دقونهم عليه ده ؟!
أكبر خطر على الإسلام ، ان
الأشكال دي توجه الناس ،
هيقدموا صورة عن الدين مليانة
سواد وغم وغباوة ،
من الإنغلاق والتخلف والضنك
اللي هما منقوعين فيه !
والله العظيم ياعادل ، لو بإيدي ، لأجمع كل الأشكال دي في معسكرات ،
واعيد تأهيلهم صحيا ونفسيا
وثقافيا وذوقيا من الصفر ،
على الأقل أعلمهم النضافة يا أخي ،
وما اسمحش لأي مخلوق يتصدى
لدعوة الناس للعودة الى منهج الإسلام ،
الا لما يكون آية في التأنق
والنظافة ، والتحضر والثقافة ،
في الإنفتاح والحكمة والذوق والكياسة !
ولعلمك ، اللي سايبين الأشكال
المشوهة دي تعك و تلغوص في الجوامع ،
نيتهم مش سليمة تجاه الدين ،
عايزين يبوظوه في عقول ونفوس
الناس .. علشان يضيق به المجتمع وينفر من جهل وعشوائية أدعياؤه ،
أنا هطق ، هتخنق ، أنا مش
هسكت ولا هيهدى لي بال ولا يقر لي قرار ،
الا ما أوصل للى أنا عايزه ،
وهو ايه اللي انت عايزه ياحمادة ؟! .. انا ساكت لك من ساعتها ،
وانت عمال تشتم في الناس
الطيبين دول ، وتغتابهم ، وتتحامل عليهم ،
ذنبهم انهم بيجتهدوا ،
وعايزين يبلغوا دعوة ربنا ، ناس بسطاء وفقراء ،
لكن بيأدوا واجبهم في خدمة
الدين على أد جهدهم ،
ولاحضرتك عايز كل من يدعو الى
الله ، يكون في شياكة وجمال ولمعان حسين فهمي ،
ويسمع بتهوفن ، ويدخن البيبة
زي الريس ، وبالمرة يركب عربية مكشوفة !
طبعا أنا ما قلتش كده ..
أولا على حد علمي الراجل
الأستاذ سعيد ده مش فقير ، دا عنده عمارة مسكنها ،
ودافن نفسه وولاده في القبر
ده ، ومع ذلك مالناش دعوة ،
ممكن تكون فقير دقة ، بس
مظهرك نظيف ورحتك حلوة وعندك ثقافة وذوق ،
وبعدين لحد امتى هتفضل صورة
المتدين مدهولة ومتعوسة ،
من صغري بروح مع جدي الجامع الكبير ، وأشوف أساتذة الأزهر
من العلماء نور على نور ،
من العلماء نور على نور ،
في الوقار والثقافة والجمال
والنظافة ،
طب والله ياشيخ لسه ريحة كف
فضيلة الإمام عبد الحليم محمود ،
لما جه آخر مرة وسلمت عليه مع
جدي ، لسه ريحة كف ايده وملابسه الزكية
في روحي وقلبي ،
في روحي وقلبي ،
ولا الشيخ محمد الغزالي ، آية
في النظافة والأبهة والعظمة ،
أما الشيخ الدكتور البهي
وبذلته الأنيقة ووجه الوضاء .. ماشاء الله ، تبارك الله ،
تعرف مثلا ان الشيخ المطراوي
بيتكلم انجليزي والماني بطلاقة ، وهتروح بعيد ليه ،
عمك الشيخ زغبي ، على طول
تلاقيه جميل ونظيف ومتأنق وجزمته بتبرق ،
علشان كده مخلي المسجد آية في
النظافة والجمال .. ده اللي أنا عايز أقوله ،
ما تدخلنيش في سخرية وغيبة ونميمة ..
الفقير البسيط الغلبان المدهول على عينه ، لايتصدي للدين ،
يتفضل
يستحمى ويلبس حاجة نضيفة ،
ويروح يقعد زي الألف في
الجامع علشان يتعلم من العلماء الحقيقيين ،
مش لاقيهم يدور عليهم ،
ويسمع الراديو ويقرأ الصحف ،
ويتواصل مع العالم من حوله ،
علشان يتحضر ويتثقف ويتنجر ،
علشان يتحضر ويتثقف ويتنجر ،
الله يخرب بيت كل من يضعف دور
الأزهر و يخيب أمل علماؤه ، ويضعف مستواهم ،
علشان دا بيضر الدين ضرر بالغ
..
لا ياحمادة ما تأخذنيش ، أنت للأسف مغرور ، ومش عاجبك حد ،
الظاهر الظروف اللي مريت بها
خلتك قاسي جدا ، وعايز تهزأ في مخاليق ربنا ،
هما فين العلماء اللي بتتكلم
عنهم دول ، هنقعد نستناهم لأمتى ان شاء الله ،
لما الدين يضيع ، طبعا لأ ،
كل واحد يقدر يعمل حاجة وماله
، أهو بيقول للناس خير ، المثالية والأنزحة بتاعتك دي احتفظ بيها لنفسك ،
ولعلمك هتفضل تهاتي وتاكل في نفسك وما حدش هيعبرك ولن تصل لشيء ،
الناس غلابة يا حمادة ،
سيبنالك انت الشياكة والثقافة والفتاكة ياناصح ،
بص يا عادل ، مالكش دعوة بظروفي ، لأنك عارف انا ابن مين وعيلتي مين ،
على الأقل أنا مأصل كابر عن كابر ، ومن عيلة النادي ،
الدور عليك ، انت وعيلتك
نزحتو من ضنك الأرياف وعيشتو هنا بالكاد على أطراف المدينة ،
ثم ان مالها ظروفي ، والدي
غاب ، بس أمي بمية راجل ،
وطلعتني من تحت ايديها راجل ،
وطلعتني من تحت ايديها راجل ،
وعلمت نفسي وثقفت نفسي ، أحسن
منك ومن ألف زيك ،
وبفخر بابويا المعلم حسين
جميل النادي ، ربنا يتم شفاه ،
وبعتبره أطيب وأجمل أب في
الدنيا غصب عن التخين ،
اللي عنده جد زي المعلم جميل
النادي ، يوريني نفسه ياعادل يا زيني ..
ايه ياحمادة بالراحة انت زعلت ، مش قصدي حاجة ..
آه بحسب يعني ، أصل تكون فاكرني أتدروشت زيك ، لا ،
أنا آه حابب ديني من تربيتي عليه ،
أنا آه حابب ديني من تربيتي عليه ،
ونفسي الإسلام يسود العالم ،
وأتشرف بخدمتة ، لكن أنا مش درويش ولا شيخ ، ولاعمري هستشيخ ،
أنا أسلك مع العفاريت الزرق ،
والويل اللي شفته علشان أسد في غياب أبويا ،
مش هيضيع هدر ،
مش هيضيع هدر ،
بالعكس دا سلاحي اللي هحارب
بيه اي عقبة في طريقي .. يجهش حمادة بالبكاء ..
خلاص حقك عليك ، أنا مقصدش ، بس أنا مشفق عليك
من ان سخريتك اللاذعة الحارقة دي ،
من ان سخريتك اللاذعة الحارقة دي ،
وعدم رضاك على اى حاجة ،
وانفجارك في وجه مالا يعجبك ،
هينفر الناس منك ، وهيجيبلك المشاكل ..
هينفر الناس منك ، وهيجيبلك المشاكل ..
انت ناسي ، لما آخر مرة بهدلت الأستاذ عبد الهادي في أنصار السنة ،
علشان بيتكلم عن الفرق الضالة ،
وخليت الراجل مكتئب لحد
النهاردة ، والله بتكسف أقابله ..
وحضرتك كنت منتظر إيه ان شاء الله ، لما واحد كبير وعاقل وله لحية أد
كده ،
والمفروض ان عنده شوية علم ،
وربنا يديله شباب كأشبال الأسود ،
يلتفوا حواليه علشان يتعلموا
حاجة يفيدوا بها وطنهم ودينهم ،
يقوم يضيع وقتهم وجهدهم ، في
الكلام عن فرق بادت ، وراحت في داهية ،
وأفكار اختفت وانقرضت ،
ايشي معتزلة ، وايشي جهمية ،
وايشي مرجئة ، بالله عليك اذا ماكانش دا لغو ،
امال اللغو يكون ايه ،
اليس اللغو هو الكلام الذي
لاينبني عليه عمل ؟!
مال الشباب دول بالمعتزلة
والمرجئة ، والرافضة والقابضة ،
ليه مصرين ننفخ الروح في جثث
ماتت ، وعودتها لن تفيد ، بل ستضر ،
أهو الشباب دول ما كانوش
عارفين حاجة عن الفرق دى ،
خلاهم حضرته هيطلعوا من عنده
يغرقوا في الكتب القديمة ،
ويسيبوا دراسة مقاصد الشريعة،
أو النظر والتدبر في كتاب الله ،
ويقعدوا يتجادلوا في اللغو ده
..
لوكان درس لهم كتاب العقيدة ،
للشيخ شلتوت ،
أو عقيدة المسلم ، أو خلق المسلم ، للشيخ الغزالي ،
أو حتى رجال حول الرسول ،
لخالد محمد خالد ،
كان قدم لهم أعظم خدمة ..
أنا خايف ياحمادة تنتظر من الدعاة ، يدرسوا للشباب روايات احسان عبد
القدوس ، و كلام نزار قباني ..
بس الله يخليك متقولش دعاة ، بل أدعياء .. والله معظمهم ما حصل حتى رعاة ،
طيب ، اسيبك يا حمادة ، ضاعت ليلة مذاكرة في المناكفة معاك ،
عليا النعمة انت هتشردنا ، ربنا يهديك ، سلام عليكم .
والنبي يرضي ربنا اللي بتعمله في أمك ده ، الدين بيقول تغطس وتسيب أمك
لايصة ، وتسيب مذاكرتك كده ؟!
خلاص ياماما ، هعوض الوقت واذاكر دلوقتي ، وبكره الجمعة ما تحمليش هم
،
انا مش هاكلم ، ماعدتش فيا قلب اتكلم ، اعمل ما بدا لك يا حمادة
وبعدين الناس اللي هيتغدوا بكره دول ، هنغديهم طوب ،
وبعدين الناس اللي هيتغدوا بكره دول ، هنغديهم طوب ،
ان شاء الله من بدري رايح السوق وهعمل لك كل اللي انتي عايزاه ،
خلاص وحدي الله انتي ونامي ،
تصبحي على خير ،
أخواتك فضلوا مستنيين حضرتك لما ناموا على نفسهم، يالا ربنا يسامحك ،
وانت من أهل الخير ،
تعالي أيها الكيمياء اللعينة ، لو بايدي لمحيتك من الوجود ،
أنا عارف ايه اللي خلاني
اتنيل ادخل علمي ، وانا كل ميولي ادبية ،
كيمياء وفيزياء وزفت ، لولاش
فصول الأدبي سمعتها طين ، والله كنت دخلت أدبي ،
أهو كنت أنام على ضهري واقرا
شعر وتاريخ .. يالا قدر الله وما شاء فعل ..
استعنا بالله على بلاء
الكيمياء ..
ايه ياسيدي ، انا قلت حمادة هيخلع ، وأتسوح أنا وآخد زمبة في الغدا ،
وانا أقدر يامولانا ، دا احنا بنستنى اليوم اللي تشرف وتبارك بيتنا
فيه ،
هيه ، طمني عليك ،عامل ايه ، واخبار الست الوالدة واخواتك ،
الحمد لله
بتروح المحل برضك ،
يعني ، خفيف كده ، الحمد لله
بس شكلك مش حمادة ريحانة الحي والمسجد ، اللي أنا أعرفه ،
أبدا ، كنت في مشوار امبارح حرق دمي ،
لاحول ولاقوة الا بالله ، الله يحرق دم اللي يحرق دمك ، ايه العبارة
..
جماعة سنية ، من اللي بدقون دول سدوا نفسي ،
وسودوا الدنيا في عيني ، على
الصورة اللى هيتسببوا في تكوينها في أذهان الناس عن الدين ،
بس بس ، حياة ابوك ياشيخ ، خد من قلبي وصر منهم ، برررييه منهم برررييه ،
بالك لو فضل الأزهر والأوقاف سايبنها كده ، ابقى تعال قابلني ،
هتبقى
صورة الدين قاتمة ،
وهتتطلع أجيال جاهلة وغبية ، وامخاخهم زي الصرم القديمة ،
والعالم كله
هيتفرج على جرستنا ،
واهو اديك شايف ، كل شوية
رزية من شكل ، ايشي تكفير وهجرة ، وجهاد ،
والسماوي ، والخزعبلاوي ،
وامير الجماعة ..
يا خيبة أملك يا زغبي يابن
شلباية ،
وأهي غطت ووطت والأخوان ،
حبايبك اللي انت واقع في غرامهم ، وبتدور عليهم ،
طالعين شدين حيلهم من المعتقل
، وخدوا العيال بتوع الجماعات الاسلامية تحت باطهم ،
بالمناحة اللي عملوها عن المعتقلات والتعذيب ، وكده شكلها حتحلو أوي
يا شيخ حمادة ، وربك يستر ،
يا مؤمن دا انى مش عارف اكلم في الجامع ، معدتش حد بيسمعني ،
الا عمك الحاج مليجي ، وشوية
المكسحين اللي زيه ،
والعيال الشبان بتوع اليومين
دول بيعاملوني كأني خنفس ،
آه ماهو بتوع الدقون بيفهموهم ، ان أني علشان حالق دقني وأليط ، يعني
كخه ،
ليس لها من دون الله كاشفة ،
أى والله ياحمادة يابني ،
سيبك من الغم ده على الريق على الصبح ، دا ني مش هفطر النهاردة ،
استعدادا لبط ورقاق وملوخية أم حمادة ،
يا أرحم الراحمين ، بالك لو الكافر شم ريحة طبيخكم ، ادي دقني ان ما
اسلم ،
دا اني كل ما اكل عندكم ،
اروح لمراتي اقولها ، لن تدخلي الجنة ، الا لما تطبخي زي ام حمادة !
يكاد حمادة يفطس من الضحك ، على خفة دم الشيخ زغبي ، التلقائية
البريئة ،
امال .. تصدق ياحمادة ، انا مابصدق أشوفك ومابقاش عايز ابطل كلام معاك
،
ربنا يعلم محبتك في قلبي
ياابني ، ويجعل دعاي من نصيبك ،
المهم ، مش هتقولي ايه اخبار موضوع بابا ..
أبوك ؟! هو فيه أطيب وأجمل من الراجل ده ؟! أى والله ،
بقولها وهأتسأل عنها يوم الدين ،
بقولها وهأتسأل عنها يوم الدين ،
واني اللي عرفت أبوك من أيام ماكنا بنشلح ونجري ورا عربية الرش ،
حسين
كان من يومه عاطفي
وقلبه طيب ، ومالوش خرباش ، عينه وعافيته انه يلعب مع اصحابه ، وبس ،
وكان لبق ولسن ، ونزيه ويحب
الوجاهة ، وله روح فنان ، مايبطلش دندنة ،
وأصابع فنان ، هو فيه خراط
وبراد زيه ، الا المعلم جميل ، الله يرحمه ،
امال ايه سبب الي هو فيه ، يامولانا؟
جدك !
جدي ، ازاي ؟! مش ممكن جدي يكون سبب في أذية حد ، وخصوصا بابا ،
دا حتى كان بيحبه ، ويصعب
عليه ، وياما عيط علشانه قدامي كذا مرة !
.. وأنا أقول فيه سر بين بابا وجدي ، قلبي كان حاسس ان خزنة بابا ، في
صدر جدي ،
دماغك ماتروحش لبعيد ياحمادة ، دي كانت ظروف زمن ، وثقافة سائدة ،
مولانا فى عرضك ، أنا عايز
أروح السوق ، وماما قايمة من النجمة
علشان الناس اللي جاية ،
علشان الناس اللي جاية ،
ناس ، ناس مين اللي ناويين يزاحموني ،
هما هيزاحموك بعقل ، كفاية عمي منعم ، سبارتاكوس العزومات ،
ماما قاعدة بتعمل له طريحة
المحشي اللي تكفيه من امبارح ،
ياميلة بختك يا زغبي ياابن شلباية ، بقى يارب يوم ما تفرج بغداء،
كالفتح المبين ، عند أم حمادة ،
ألاقي الصاعقة بحالها محتلة
المكان ،
ومين كمان اللي جاي يا وش
السعد ان شاء الله ، قول قول ماهي باظت ، عليه العوض ،
مفيش ، نينة وعمو ماهر ،
الحمد لله ، نينة ملهاش سنان ، وماهر ، عيان وغلبان ، كبيره شوية
شوربه ،
ربنا يشفيه ، ويهد منعم المفتري ،
ربنا يشفيه ، ويهد منعم المفتري ،
ماتخافش يامولانا ، عمو منعم
مزاجه المحشي ، وخصوصا ورق العنب ،
لكن انت ملك الظفر ،
لكن انت ملك الظفر ،
أمال ، دا أنا ليا أمجاد ياحمادة يابني ، في النهش و التفسيخ ، هيييه
،
نرجع لمرجوعنا ، ومش هطول علشان تشوف مصلحتك ،
انت ياحبيبي، ماشفتش جدك المعلم جميل ده ، في أيام جبروته ، يا لطيف ،
كان يعدي بس من حارة مطحنة ، ماهو البيت القديم كان هناك ،
بطوله الفارع ، وعينيه
الصارمتين ، ووجهه العابس ،
أيام العز والورش العمرانة ، والشغل اللي على أصوله ،
أول أربع بطون جابتهم ستك أم حسين ، ورا بعض ، في أربع سنين ،
كانوا صبيان ، كلهم ماتوا ،
كانوا صبيان ، كلهم ماتوا ،
لما جدك عرف سكة الكيف بسبب
البلوة دي ، كانت هيتجنن علشان يجي له عزوة للورش والشغل ،
يقوم أول واحد يشرف ويكتب له
النجاة ، المسكين أبوك ، ووراه السبعة الباقيين ،
طلع أبوك زي أي عيل ، عايز يجري ويدلع ويلعب ، لقى الورشة قدامه ،
وكرباج المعلم جميل على ضهره ،
أبوك كان عايز يطير ، وجدك
مسلسله في الورشة ،
اذا حاول يزوغ ، يتكتف ويتجلد
بالكرباج ، لما يبان له اصحاب ،
ومين يجرؤ يحوشه من المعلم ،
بس أنا مش ممكن أصدق ، ان جدي يعمل كده ، دا كان أحن قلب في الدنيا ،
ياحبيبي ، دي ملهاش دعوة بالحنية ولا بالقسوة ،
قلت لك دي ثقافة سائدة ، في التعامل مع الأبناء ،
قلت لك دي ثقافة سائدة ، في التعامل مع الأبناء ،
ومازالت الى يومنا هذا ،
وهتفضل في طبع المصريين ليوم الدين ، ،
على أساس ان الشدة ، بتربي العيل وتطلعه راجل ،
وان البنت لما يتكسرلها ضلع ،
يطلع لها أربعة وعشرين ،
ومش معنى ان الأب يضرب ابنه ، يعني بيكرهه ،
لا دا علشان خايف عليه ، وعايز مصلحته ،
لا دا علشان خايف عليه ، وعايز مصلحته ،
علشان كده ، ثقافة الأب ، يابخت من بكاني وبكي عليا ، ولاضحكني وضحك
الناس عليا ،
أما الأم ، فثقافتها ، أدعي على ابني ، واكره اللي يقول آمين ،
وبعدين ..
جدك ربنا هداه لما شارك في بناء الجامع ، وبعدها جوز أبوك ، وانت نورت
،
لكن الأوان كان فات ..
لكن الأوان كان فات ..
كان أبوك حرن ، وخد الموضوع على نفسيته ،
وطول أمد القسوة والضرب ،
علشان يتعلم يشيل المسئولية ،
كرهوه في جدك وفي الورشة ، وفي الشغل ، وفي أي شكل من أشكال المسئولية
،
وخصوصا ان الست والدتك ، قوية ، ومش عاطفية زيه ..
فطبعا كانت عايزاه يكبر في
السوق ويجيب لها بيت ، ويعيشكوا عيشة مرفهة ،
ما كدبش أبوك خبر ، وساب لهم
الجمل بما حمل ..
قفل الورشة ، وراح اتوظف في
الشركة الهندسية ،
وأهو كل شهر ، يخصم مصروفه ،
ويرمي للوالدة بقية المهية ،
وعزة جلال الله ، قلبي انفطر ، لما رحت له في بيت عماد مطحنة ، ماهو
قاعد معاه ،
حالته تصعب على الكافر ،
أهوعماد مطحنة الفقري ده ، هو اللي جاب أبوك ورا ،
ماهو الموكوس دا راخر ، قفل محله اللي كان بيشغي زباين ،
علشان قعدة القهوة والطاولة ،
علشان قعدة القهوة والطاولة ،
المهم ، أنا الحمد لله ، روقت أبوك آخر روقان ، وهاتشوف النهاردة ،
الفاتحة ان ربنا يهديه ، ويوسع عليه ،
الفاتحة ان ربنا يهديه ، ويوسع عليه ،
ينصرف حمادة مسرعا ، ليحضر طلبات أمه ..
يعود الي البيت ، فيجده وكأن
فيه عرسا ، حتى صرير باب الشقة ، كأنه زغاريد ،
أمه تعمل بألف يد ، تساعدها
طنط عايدة ، وقد بدا وجهها كقرص الشمس ،
من صهد الفرن ، وسخونة
الأبخرة المتصاعدة ،
سهام ونادية ، و سلوى ، لفرش البياضات النظيفة المكوية ، والسجاجيد ،
وتنسيق المفارش ،
وتلميع المرايات والبراويز
وكل شيئ ، حتى بدا البيت كعروس جلوها ، فردت في وجهها الدموية !
قضيت الصلاة ، لينطلق حمادة ، نحو أبيه ، ومعه أخيه حسن ، فيصافحه
الأب بخجل ،
ويجثوعلى ركبتيه ليحتضن حسن
بقوة وتأثر ،
يسحبه حسن من يده .. ياللا بيناعلى البيت ، ماما عامللك أكل حلو ،
وبيتنا مليان ضيوف ،
وبيتنا مليان ضيوف ،
يتلفت الأب ، كعادته ، فين
الشيخ زغبي ؟! شكله خرج من الجامع ،
يشير اليهم الشيخ ، من الخارج
محملا بأكياس الفاكهة ، يالا يا حسين يا
اخويا ،
أني بتغدى بدري ،
أني بتغدى بدري ،
فيضحك الجميع ،
هاهو البيت الذى كم طال عليه أمد الكآبة والرقاد ، يتنفس وينهض أخيرا
،
لتفرح السلالم بدبيب الأحبة ،
وترتاح الكراسي لدفء الجالسين ،
وتلين السجاجيد لخطو العائدين ،
وتلين السجاجيد لخطو العائدين ،
حتى طقم الصيني وأدوات السفرة ، انتعشت ولمعت ، بالعودة الي العمل ،
بعد طول مكث بدولاب الفضية ،
بعد طول مكث بدولاب الفضية ،
يسبق حمادة ..
طريق ياجماعة ، الشيخ طالع مع
بابا ،
ليدلف الأب من الباب مطرقا ،
يهرب من مواجهة أم حمادة ، متشاغلا باحتضان وتقبيل سهام ونادية ،
متخذا من نحنحات وبسملات
الشيخ زغبي ، وسعال الأعمام ، وبكاء الجدة ،
ساترا ليدلف الى غرفة الطعام مباشرة ،
يتالق الشيخ زغبي ، منتشيا لحلاوة الطعام ، فيضفي على البيت بهجة وعلى
القلوب سماحة ،
ويعزف بصوته العذب وضحكاته
المجلجلة ، موسيقى الحب والوئام ، فتغمر الفرحة الجميع ،
حتى الصواني التى نشطت ذهابا وايابا ، تحمل الفاكهة ، والشاي والقهوة
..
ليعود الدبيب و الضجيج الى
السلالم .. شرفتو وآنستو ، خطوة عزيزة
.. أم حمادة ، وقد تهلل وجهها بالبشر ،
يعز مقدارك .. تسلم ايدك ياست
الكل ، دايما عامر .. ضيوفها ، وقد اختلطت أصواتهم ،
ليودع الأب الجميع على بوابة
العمارة ،
يقابله حمادة وسهام ونادية
وحسن ،
رايحين على فين يا حمادة ، هو أنا لحقت أتلم عليكم ؟!
رايحين نسهر عند عمي أحمد ، هنشوف مدرسة المشاغبين
طب خد بالك من أخواتك ، و أوعو تتأخروا ، مع السلامة ..