أساتذتي الأجلاء ، السلام عليكم ..
ها نحن اُولاء ، بأواخر
القرن العشرين ،
وما زلنا نعاني إندفاعا عاطفيا
متطرفا ، نحو السلبية والإختباء والعدمية
،
من شريحة
تزداد إتساعا ، بين نساءنا و فتياتنا ..
فمن سخرية الأقدار ، أن المنظومة الجهنمية المُحكمة الراسخة ،
لقهر المرأة وسحقها في بلادي ، صنعها ويسهر على حراستها ،
ويتشدد في تنفيذها ، المرأة نفسها ..
وبالرغم من أن قطاعا عريضا من المجتمع ،
واقع تحت تأثير موروث ثقافي سلبي ، من عادات وتقاليد ،
ذات جذور نفسية ذكورية ، ما أنزل الله بها من سلطان ..
إلا أنني لا أعفي شريحة ملموسة من بنات جنسي ،
من المسئولية عما يتهددنا من ردة حضارية ، وإنتكاسة اجتماعية ،
فقد توحدت الأنثى مع سجنها ، وشاركت فى بناءه مع سجانها ،
بحماس إنتحاري غريب .. بل لاأبالغ إذا قلت ،
أنها أضحت أكثر حماسا لتهميش دورها الذي خلقت له ،
وبدلا من أن تتقاسم مع الرجل على قدم المساواة ،
خلافة الله فى الأرض .. وإعمارها بقيم الحق والخير والجمال ،
نجدها تنغمس بتدين شكلي تغلب عليه العدمية ،
تارة ، أو سفور منفلت متهور تغلب عليه التبعية ، تارة أخرى ،
والوسط بينهما - بكل أسف – قليل ..
فمن سخرية الأقدار ، أن المنظومة الجهنمية المُحكمة الراسخة ،
لقهر المرأة وسحقها في بلادي ، صنعها ويسهر على حراستها ،
ويتشدد في تنفيذها ، المرأة نفسها ..
وبالرغم من أن قطاعا عريضا من المجتمع ،
واقع تحت تأثير موروث ثقافي سلبي ، من عادات وتقاليد ،
ذات جذور نفسية ذكورية ، ما أنزل الله بها من سلطان ..
إلا أنني لا أعفي شريحة ملموسة من بنات جنسي ،
من المسئولية عما يتهددنا من ردة حضارية ، وإنتكاسة اجتماعية ،
فقد توحدت الأنثى مع سجنها ، وشاركت فى بناءه مع سجانها ،
بحماس إنتحاري غريب .. بل لاأبالغ إذا قلت ،
أنها أضحت أكثر حماسا لتهميش دورها الذي خلقت له ،
وبدلا من أن تتقاسم مع الرجل على قدم المساواة ،
خلافة الله فى الأرض .. وإعمارها بقيم الحق والخير والجمال ،
نجدها تنغمس بتدين شكلي تغلب عليه العدمية ،
تارة ، أو سفور منفلت متهور تغلب عليه التبعية ، تارة أخرى ،
والوسط بينهما - بكل أسف – قليل ..
إنني أتألم بشدة لطاقة عظيمة تهدر ، وكيان وجودي أصيل يتصدع ، بتصدي المرأة لمهمة
قمع المرأة ، لتتولى عبر الأجيال
قهرها وحبسها ..
وإرضاعها لبان
إزدراء أنوثتها ، والخجل منها ،
بإعتبارها أداة إمتاع وتلذذ
، للسيد الرجل المتسلط ،
وليست كيانا فاعلا في المجتمع ، يربي ويبني ..
فالمرأة فى بلادي ، أيها الأساتذة الأجلاء ،
تربي وليدها الذكر
، رجل المستقبل ، منذ طفولته ،
على قمع أخته الأنثى ، بتعويده التغول على شقيقاته ،
وإشعاره بأنه الذكر ، الذى يفعل ما يشاء ، ويقرر للإناث مايراه هو ،
فهو كل شيئ ، أما هن فلا شييء .. وكأن النسوة أضحين
،
يتوارثن
مهمة القبض على البنت منذ مولدها ،
والتكفل بوضع القيود
على قلبها وعقلها ، وقمعها
وزرع الخوف في وجدانها ، وتغذيتها على الخوف
والجبن تجاه الرجل ،
بدلا من مشاركته الحياة بندية ومسئولية واحترام ..
بدلا من مشاركته الحياة بندية ومسئولية واحترام ..
فأيما تجربة
تخوضها الأنثى أو حالة تعتريها ، من
تعليم أوعمل ،
حب أو زواج أو حتى عنوسة ، إنجاب أوعقم ، طلاق أو ترمل ..
فلا يحتشد للتدخل فى
شأنها ، ومصادرة قرارها ، وفرض الوصاية
عليها ،
وتعويقها وتعطيل إرادتها ، ومعاقبتها على ما حل بها ،
إلا بنات جنسها من العجائز ..
إلا بنات جنسها من العجائز ..
ولا أرى نفسي مبالغة
إذا قلت ، أن تدحرجنا
نحو منحدر العالم الثالث ،
فى ميادين العلم والتقدم ، يعود في جزء كبير
منه إلى هذه التقاليد الجاهلة ،
التى أوردتنا ، وستظل توردنا ، الموارد
، طالما بقيت ،
وبقي لها حارسات متعصبات متشددات ..
وبقي لها حارسات متعصبات متشددات ..
وشكرا ..
تنطلق عاصفة من
التصفيق ،
إعجابا بكلمة
السيدة منيرة الصوفي ، أصغر خالاتي ،
التى
احتشد الأهل والأقارب والجيران والأصدقاء ،
بمدرج قسم الإجتماع بكلية الآداب ،
بمدرج قسم الإجتماع بكلية الآداب ،
يتقدمهم الدكتور أحمد
أبوزهرة ، ليشهدوا
مناقشة رسالتها للماجستير ،
والتى جعلت لها
عنوانا هو : "حرية المرأة ،
وحصار المجتمع " ..
أى مشوار مشته
خالتى منيرة ، قبل أن تصل
إلى هذه المحطة ؟!
أى معاناة ذاقت ؟! أى
آلام تجرعت ؟! أى معارك خاضت ؟!
أجد نفسي سارحا ، منسحبا من ضجيج المكان ، نازلا إلى قبو ذاكرتي ،
لأتذكر خالتي منيرة ..
أجد نفسي سارحا ، منسحبا من ضجيج المكان ، نازلا إلى قبو ذاكرتي ،
لأتذكر خالتي منيرة ..
تلك الوردة الندية
الفاتنة التى تكبرني بعامين ، فقد حملتها أمى على كتفها وربتها
،
بعد أن أنجبتها جدتي على كبر ، ما جعل بيننا صداقة جميلة منذ الصغر ..
تلك البيضاء الجميلة التى صدعت رأس جدي ، رحمه الله ، بطوابير خُطّابها ،
ولم تكن أتمت خمسة عشرة سنة بعد ، وهى تتمنع وترفض ،
قاطعة على نفسها عهدا، ألا تفكر فى الإرتباط قبل أن تتم تعليمها الجامعي ،
أو أن يظهر الفارس الذى تحلم به ..
بعد أن أنجبتها جدتي على كبر ، ما جعل بيننا صداقة جميلة منذ الصغر ..
تلك البيضاء الجميلة التى صدعت رأس جدي ، رحمه الله ، بطوابير خُطّابها ،
ولم تكن أتمت خمسة عشرة سنة بعد ، وهى تتمنع وترفض ،
قاطعة على نفسها عهدا، ألا تفكر فى الإرتباط قبل أن تتم تعليمها الجامعي ،
أو أن يظهر الفارس الذى تحلم به ..
حتى تخرج هى من الثانوية
العامة إلى كلية الآداب ،
ويخرج جدي من الدنيا وتتبعه جدتي بعد سبعة أشهر ،
وتخرج هى عن عهدها الذى قطعته على نفسها ،
تحت تأثير سحر شباب وفتوة ووسامة ناصر ، المرشد بقناة السويس ،
الذى أعجب بها ، عندما رآها ببورسعيد ، عند زيارتها لخالتي علية ..
ليتزوجا فى أقل من شهرين ، على وعد قطعه ناصر لأبى وأمى وخالاتي ،
عفاف وعلية ، أن يُحضر منيرة لتأدية إمتحاناتها ، حتى تتخرج فى كليتها ..
الذى أعجب بها ، عندما رآها ببورسعيد ، عند زيارتها لخالتي علية ..
ليتزوجا فى أقل من شهرين ، على وعد قطعه ناصر لأبى وأمى وخالاتي ،
عفاف وعلية ، أن يُحضر منيرة لتأدية إمتحاناتها ، حتى تتخرج فى كليتها ..
يوفي ناصر
بوعده أول مرة ، وفى الثانية تعود منيرة، بعد إنقضاء عدتها ،
يبرق بياضها الشاهق ، من فستانها الأسود ، حاملة ثمرة حبهما ، حنان ،
بعد وفاة ناصر فى ريعان شبابه ، إثر حادث أليم أثناء
عمله بالقناة ..
من تكعيبة العنب
التى تستقبل الداخل إلى بيتنا ، الذى يقبع بنهاية خان الهلباوي ، بمواجهة بيت جدي
لأمي ، القديم المغلق ، حيث
أجلس دائما للمذاكرة ،
بين الترحيب بخالتي منيرة وحمل طفلتها حنانوبين مساعدة سلامة ،
سائق عاشور الفيل ، فى إدخال ما أحضرت من شنط وكراتين وأمتعة ،
يتسلل
إلى سمعي صوت سيارة ، أمد عنقي من فتحة
التكعيبة الأشبه بالمشربية ، لأجدها سيارة عاشور الفيل زوج
خالتى الكبرى عفاف ،
المرسيدس الضخمة تسد الخان ..أسارع إلى الخارج متحيرا، بين الترحيب بخالتي منيرة وحمل طفلتها حنانوبين مساعدة سلامة ،
سائق عاشور الفيل ، فى إدخال ما أحضرت من شنط وكراتين وأمتعة ،
توحى بأنها لاتنوى العودة
.. يتسلل عاشور الفيل ، تاجر
الموبيليا ،
العجوز المتصابي البالغ الثراء ، من بين من تزاحموا من الخان كله ،
فى لمح البصر ، تتقدمهم أمى فى لهفة ، للأخذ بخاطر منيرة ، والإحتفاء بها ،
ليلحق هو بأبي على مقهى البورصة القريب ، حتى يعودا معا على العشاء ..
العجوز المتصابي البالغ الثراء ، من بين من تزاحموا من الخان كله ،
فى لمح البصر ، تتقدمهم أمى فى لهفة ، للأخذ بخاطر منيرة ، والإحتفاء بها ،
ليلحق هو بأبي على مقهى البورصة القريب ، حتى يعودا معا على العشاء ..
أجلس على مقربة من أمي
، الغارقة لآذانها فى إحتضان منيرة
وتدليل إبنتها ، تبدي دهشة
وإنبهارا ، وكأنها غير مصدقة ، بعودة أختها الصغيرة ،
لتعيش معها ، بعد حروب ضروس ، خاضها عاشور الفيل ،
ليبقيها بجواره .. من آن لآخر ، تنبعث من حيث تجلسان ،
موجات من الفرح لقدوم منيرة ، ومن الحزن على ميلة بختها ،
والضحك على كيدها لعدوها اللدود ، عاشور الفيل ،
ليبقيها بجواره .. من آن لآخر ، تنبعث من حيث تجلسان ،
موجات من الفرح لقدوم منيرة ، ومن الحزن على ميلة بختها ،
والضحك على كيدها لعدوها اللدود ، عاشور الفيل ،
والبكاء على زوجها ، الذى اختطفه الموت ، وهو فى ريعان شبابه ،
والصمت ، حدادا عليه ،والشرود ، خوفا وقلقا عليها ..
والصمت ، حدادا عليه ،والشرود ، خوفا وقلقا عليها ..
تنبعث روائح طعام
العشاء ، تشوش عليها سحابة ، من دخان
سجائر أبى ،
وزوج خالتي عاشور الفيل ، تسبقهما على السلالم ..
تناديني أمى لتقديم العشاء للرجال بمفردهما ، وللسائق بالخارج ،
وتكتفى بتحية ترحيب باردة لعاشور الفيل ،لتلحق بإختها منيرة بالداخل ..
تفضل ياحاج عاشور ، مد إيدك ، فضلة خيرك ..
تناديني أمى لتقديم العشاء للرجال بمفردهما ، وللسائق بالخارج ،
وتكتفى بتحية ترحيب باردة لعاشور الفيل ،لتلحق بإختها منيرة بالداخل ..
تفضل ياحاج عاشور ، مد إيدك ، فضلة خيرك ..
وكان إيه لزوم
التعب دا كله بس يامعلم ، دا حتى مفيش وقت ،
يادوب ألحق
أرجع دمياط ، سايب أشغالي
عطلانة هناك ..
ياسيدي ، لسه بدرى
، نتعشى ونشرب الشاي ، ونتآنس
بيك شوية ..
الله يآنسك
يامعلم ، إكرامك لأخوك عاشور ، إنك تلين دماغ منيرة ،
ترجع
تعيش معانا ، بعد ما
جربت حظها وشافت نصيبها ،
عايزة إيه من الدنيا
تانى ؟! بدل ما الناس تاكل وشنا ،
وأهو منها تربي بنتها ومنها تراعى أختها المريضة ..
بالك ، آخر زيارة للدكتور حسونة السبع ، شدد علينا إنها تلزم سريرها ،
بالك ، آخر زيارة للدكتور حسونة السبع ، شدد علينا إنها تلزم سريرها ،
قلبها
خلاص بيشطب ، وياسيدي إذا كان على يومين ،
تقضيهم منيرة مع
أختها الست عنايات ، وماله ، أختها ومربياها ،
تشبع
منها شوية ، وترد على
بيتها دوغري ،
اعمل معروف يامعلم ، بلاش فضايح ..
اعمل معروف يامعلم ، بلاش فضايح ..
كل لقمتك انت بس ، وخليها على الله ..
بعد أشواط من الفاكهة
والشاى والسجاير ،
غار
عاشور الفيل بسيارته المرسيدس ،
مشيعا بدعوات أمي وخالتي ، بأن يحتضن بها وابور
زلط ..
ليبدى أبى دهشته : ليه كدا بس حرام ، والسواق الغلبان ذنبه إيه ؟!
ليبدى أبى دهشته : ليه كدا بس حرام ، والسواق الغلبان ذنبه إيه ؟!
تغمز له أمي ، فيسكت .. تنسحب منيرة
بطفلتها لتناما ،
ويجتمع أبواي بالصالون المطل على التكعيبة ليسهرا ،
ويجتمع أبواي بالصالون المطل على التكعيبة ليسهرا ،
يدفعنى
فضولي للترحيب بتشويشهما على تركيزي ،
فالمذاكرة لن تطير ، المهم نفهم إيه العبارة
الأول ..
لم يكد أبي يفتح
موضوع رغبة عاشور الفيل ، فى
عودة خالتي للإقامة ببيته ،
حتى انطلقت أمى كخرطوم المطافي ، رغم أننى لم أستطع إلتقاط سوى بعض الرذاذ ،
من رشاش الأهوال المندفع ، إلا أنها كانت كحمم النار التى تحرق الأفئدة ،
حتى انطلقت أمى كخرطوم المطافي ، رغم أننى لم أستطع إلتقاط سوى بعض الرذاذ ،
من رشاش الأهوال المندفع ، إلا أنها كانت كحمم النار التى تحرق الأفئدة ،
بدت
بالنسبة لى صدمة زلزلت كياني كله ..
مثل أن عاشور
الفيل ، التاجر الثرى ، العجوز الدني ، عديم الدين والضمير ،
وزوج خالتنا الكبرى
عفاف ، المريضة بالقلب منذ خمس وثلاثين سنة ،
والذى يلبس أمام أبي مسوح الوقار والتقوى ، عينه من خالتي منيرة ،
منذ أن كانت طفلة .. وأنه لم يتورع أن يسلك كل الحيل القذرة للتحرش بها ،
كلما كانت تذهب لزيارة أختها الكبرى بدمياط ، وأنه كاد يموت بالسكتة ،
بعد أن ظل يشرب ويحشش ، طوال ليلة زفافها على المرحوم ناصر ..
وبعد ما رأته منيرة من إبتهاجه ، بموت زوجها ناصر ،
والذى لم يبذل أى جهد لإخفائه ، وإجتراؤه الوضيع ،
على تكرار محاولات التحرش بها ودم زوجها لم يجف ،
والذى يلبس أمام أبي مسوح الوقار والتقوى ، عينه من خالتي منيرة ،
منذ أن كانت طفلة .. وأنه لم يتورع أن يسلك كل الحيل القذرة للتحرش بها ،
كلما كانت تذهب لزيارة أختها الكبرى بدمياط ، وأنه كاد يموت بالسكتة ،
بعد أن ظل يشرب ويحشش ، طوال ليلة زفافها على المرحوم ناصر ..
وبعد ما رأته منيرة من إبتهاجه ، بموت زوجها ناصر ،
والذى لم يبذل أى جهد لإخفائه ، وإجتراؤه الوضيع ،
على تكرار محاولات التحرش بها ودم زوجها لم يجف ،
وعدتها
منه وحدادها عليه ، لم ينقضيا ..
وما تهامس به البعض من هذيانه وهو
سكران ،
برغبته فى التوقف عن علاج زوجته ،
برغبته فى التوقف عن علاج زوجته ،
حتى يتوقف قلبها التالف
وتموت ، ليظفر بحلم عمره ، منيرة ،
البارعة الجمال ، المهووس بها ..
البارعة الجمال ، المهووس بها ..
يبدو أن إستياء
أمى وخجلها ، جعلاها
تتوقف عن مواصلة الحديث ، وتستغرق بالإستغفار والإستعاذة
والحوقلة ..
فيه إيه تاني ياعنايات ، وحدي الله ، أعصابي تعبت ..
تصدق يامؤمن أن منيرة
لا تستبعد إحتمال ، أن يكون
الذئب العجوز عاشور الفيل ،
قد دفع جوالا من الأموال أوالحشيش ، أحدهما أو كلاهما ، لأحد كلابه بالقناة ، ليجهزوا على ناصر ، فى ربكة العمل ..
قد دفع جوالا من الأموال أوالحشيش ، أحدهما أو كلاهما ، لأحد كلابه بالقناة ، ليجهزوا على ناصر ، فى ربكة العمل ..
معقول ؟! لا ،
لازم نسافر لعاشور ونعرف شغلنا معاه ..
تنهى أمى هذا
الكابوس المخيف الأسود ، وهى لم تزل تبكى ، طالبة من
أبي ،
أن يقوما فيسجدا لله شكرا ، أن منيرة وصلت سالمة ،
بعد طول مراوغة وخداع لهذا المريض المهووس ،
أن يقوما فيسجدا لله شكرا ، أن منيرة وصلت سالمة ،
بعد طول مراوغة وخداع لهذا المريض المهووس ،
لتفلت من براثته .. مشددة على أبي أن يلزم الصمت تماما ،
وألا يُشعر منيرة بشيئ ، حفاظا على مشاعرها ،
وأن يكفى على الخبر ماجورا ، تجنبا لجنان عاشور الفيل ،
وحفاظا على صحة الخالة المريضة المسكينة عفاف ، ورفقا بقلبها التالف المنهك .. ارتميت على فراشي مطحونا بين شقي رحى ، أحدهما من الحزن ،
والآخر من الإرهاق ، متوقعا ألا أرى خالتي منيرة قبل شهر على الأقل ،
حتى تلتقط أنفاسها وتتجاوز مراراتها ، وتبدأ حياتها من جديد ،
لكنها تأبى إلا أن تفاجئنى دائما ، بكل جديد ومذهل فى تكوينها الجميل ،
المفعم بالحياة .. فلم يكد النهار يشقشق حتى وجد منيرة قد سبقته ،
إلى بيت أبيها المغلق ، تاركة طفلتها لأمي ،
تبدو كمن باتت ليلتها على فراش من نار وشوك ،
من نار ذكرى ليال هائئة ذاقتها مع ناصر ، ولم تدم ،
ومن شوك حساسيتها الزائدة وخجلها ، من التواجد بالبيت ،
رغم إتساعه ، فى حضور أبي ..بخفة ونشاط ، ولهفة وشوق ،
نحو بيت أبيها ، وكأنها ترتمي بحضنه ،
وكأن قصة الأمس التى آلمتنا لم تكن قصتها ،
لتجد أم وحيد الغسالة وبناتها الثلاثة ، شادية وفايزة ووردة ،
منتصبات كالعساكر بإنتظارها ،
وألا يُشعر منيرة بشيئ ، حفاظا على مشاعرها ،
وأن يكفى على الخبر ماجورا ، تجنبا لجنان عاشور الفيل ،
وحفاظا على صحة الخالة المريضة المسكينة عفاف ، ورفقا بقلبها التالف المنهك .. ارتميت على فراشي مطحونا بين شقي رحى ، أحدهما من الحزن ،
والآخر من الإرهاق ، متوقعا ألا أرى خالتي منيرة قبل شهر على الأقل ،
حتى تلتقط أنفاسها وتتجاوز مراراتها ، وتبدأ حياتها من جديد ،
لكنها تأبى إلا أن تفاجئنى دائما ، بكل جديد ومذهل فى تكوينها الجميل ،
المفعم بالحياة .. فلم يكد النهار يشقشق حتى وجد منيرة قد سبقته ،
إلى بيت أبيها المغلق ، تاركة طفلتها لأمي ،
تبدو كمن باتت ليلتها على فراش من نار وشوك ،
من نار ذكرى ليال هائئة ذاقتها مع ناصر ، ولم تدم ،
ومن شوك حساسيتها الزائدة وخجلها ، من التواجد بالبيت ،
رغم إتساعه ، فى حضور أبي ..بخفة ونشاط ، ولهفة وشوق ،
نحو بيت أبيها ، وكأنها ترتمي بحضنه ،
وكأن قصة الأمس التى آلمتنا لم تكن قصتها ،
لتجد أم وحيد الغسالة وبناتها الثلاثة ، شادية وفايزة ووردة ،
منتصبات كالعساكر بإنتظارها ،
وقد تزودن بكل مايلزم من أدوات
التنظيف والغسيل ،
ليبدأ الخبط والرزع ، والتنفيض والكنس ..
فى طريقي إلى الكلية ، أمرعليها بالفطور
والشاى ،
أبدو كمن تحطمت عظامه ، من التعب والسهر ،
أبدو كمن تحطمت عظامه ، من التعب والسهر ،
وقبل أن أبدي
ذهولي ، من سرعة نفخ الروح ، بالبيت القديم الخامد ..
تغلبها دموعها القريبة وهى تحكى لى ، عن تأثرها الشديد ،
عندما رأت الجروح الغائرة ، التى تكاد تكشف عن الأوردة والعظام ،
برسغي أم وحيد الغسالة ، من أثر قيامها بغسل الملابس بالبيوت ،
ودعكها على يديها ، بالبوتاس الحارق .. أحاول تهدئتها ، فأنا لا أحتمل بكائها ،
من بين دموعها ، تستطرد .. تصور هذه المسكينة الممزقة الأوردة ، تضطر ، هى وبناتها الثلاثة ، أن يخدمن فى البيوت ،
هى تغسل على يديها أكواما من الملابس ، المغلية بالبوتاس ،
تغلبها دموعها القريبة وهى تحكى لى ، عن تأثرها الشديد ،
عندما رأت الجروح الغائرة ، التى تكاد تكشف عن الأوردة والعظام ،
برسغي أم وحيد الغسالة ، من أثر قيامها بغسل الملابس بالبيوت ،
ودعكها على يديها ، بالبوتاس الحارق .. أحاول تهدئتها ، فأنا لا أحتمل بكائها ،
من بين دموعها ، تستطرد .. تصور هذه المسكينة الممزقة الأوردة ، تضطر ، هى وبناتها الثلاثة ، أن يخدمن فى البيوت ،
هى تغسل على يديها أكواما من الملابس ، المغلية بالبوتاس ،
من البكور حتى الغروب ، لتعود بجنيهات معدودة ، ويدان تنزفان
دما ..
والبنات الرقيقات البريئات
، اللائي سمتهن
على أسماء أشهر المغنيات ،
تفاؤلا وتيمنا بالفرح ، ينظفن ويمسحن البلاط ،
لأن زوجها أقعدته حادثة قطار ، وولدها ، الوحيد على البنات ،
تفاؤلا وتيمنا بالفرح ، ينظفن ويمسحن البلاط ،
لأن زوجها أقعدته حادثة قطار ، وولدها ، الوحيد على البنات ،
أفسده التدليل ، ومن بعده المخدرات ..
أسبوع كامل لم تكل
أو تمل ، تبدو مستغرقة تماما ،
وكأنها تسابق الزمن لبناء خندق عميق ،
بينها وبين تجربة سريعة عاصفة مضت ،
وكأنها تقيم سدا منيعا بينها وبين عاشور الفيل ،
بكل مايمثله من هوس مرضي ، وإنحطاط وشذوذ ..
وكأنها تبني حصنا منيعا ليحميها ،
من مجتمع دأب على التلذذ بتعذيب الأرملة والمطلقة ،
لاسيما إن كانت صغيرة وجميلة مثلها ،
وكأنها تسابق الزمن لبناء خندق عميق ،
بينها وبين تجربة سريعة عاصفة مضت ،
وكأنها تقيم سدا منيعا بينها وبين عاشور الفيل ،
بكل مايمثله من هوس مرضي ، وإنحطاط وشذوذ ..
وكأنها تبني حصنا منيعا ليحميها ،
من مجتمع دأب على التلذذ بتعذيب الأرملة والمطلقة ،
لاسيما إن كانت صغيرة وجميلة مثلها ،
وكأنها
تصنع الفلك الذى تحلم بأن تجمع فيه ،
كل أنثى معذبة مظلومة مضطهدة مكلومة ،
كل أنثى معذبة مظلومة مضطهدة مكلومة ،
لتعيد إليها
إحترامها وثقتها بنفسها ..
أسبوع كامل ، حرصت
فيه منيرة ، أن تُبقى
أم وحيد وبناتها معها ليل نهار ،
حتى تفكر فى عمل كريم لهن ، تحت رعايتها ، فلا يعدن للعذاب والمرمطة ،
فى بيوت ظاهرها الطيبة والعشم ، وباطنها من قبله القسوة والشح ،
وربما التحرش والإستغلال ..
حتى تفكر فى عمل كريم لهن ، تحت رعايتها ، فلا يعدن للعذاب والمرمطة ،
فى بيوت ظاهرها الطيبة والعشم ، وباطنها من قبله القسوة والشح ،
وربما التحرش والإستغلال ..
قطعت أنفاسي ، فى مشاوير
للكلية والبوستة والبنك ،
شراء
كتب ، تجديد عفش ، تخلص من كراكيب ،
فى اللف والدوران وراء النقاشين والسباكين ، وكافة أنواع الصنايعية والعمال ، دوختني ورائها من الدهشة والحيرة ، ماذا تريد ؟! ولماذا هى متعجلة ؟!
لماذا هى كثيرة التجاهل للهمسات والهمهمات ، والنظرات والتعليقات والتساؤلات ، قليلة الكلام عما تريد تحقيقه من أهداف ، تتصرف بسرعة وصمت وكبرياء ،
كأنها تهرب من ذكريات ومرارات ، لاتريد لها أن تلتصق بها ..
فى اللف والدوران وراء النقاشين والسباكين ، وكافة أنواع الصنايعية والعمال ، دوختني ورائها من الدهشة والحيرة ، ماذا تريد ؟! ولماذا هى متعجلة ؟!
لماذا هى كثيرة التجاهل للهمسات والهمهمات ، والنظرات والتعليقات والتساؤلات ، قليلة الكلام عما تريد تحقيقه من أهداف ، تتصرف بسرعة وصمت وكبرياء ،
كأنها تهرب من ذكريات ومرارات ، لاتريد لها أن تلتصق بها ..
فتلبسها نظارة
سوداء ، وتؤثر
على نظرتها للحياة ،
تستعجل العودة
لحالتها البكر ، وكأن تجربتها
المتسرعة العاصفة ،
كانت حلما استيقظت منه ،
كانت حلما استيقظت منه ،
لا أدرى أهى
امرأة أم جيش ؟! أنثى أم دولة ؟!
كيف
هداها تفكيرها لأن تختار مشروعا بسيطا
وشعبيا ، تقيمه على سطح البيت ،
تحيي به قديما ، وتُعين معوزا ، بعمل نوع من الحلوى يسمى
فطيرة الكنافة ،
تكاد تكون انقرضت ، بعد أن كانت لها شنة ورنة ، فى زمن الجدات ..
لتحتوى فيه أم وحيد وبناتها ، وتجعل منه بوتقة تصهر فيها نساء وبنات الحي ،
فتعلم الأميات منهن ، وتنهض بوعى الغافلات ، وتداوى جراح المكلومات ،
وتختبئ من عاشور الفيل ، الذى مهما بلغت سفالاته وألاعيبه ، فلن يجرؤ على الإقتراب من بيت ، تعيش فيه وحدها ،
وإلا فتك به أبي ، ومن وراءه أهل الخان ..
فوق السطوح وقفت تشرف بنفسها ، على إفراغ عريشة الخزين من كراكيبها ،
ليبني لها الحاج سنطاوي البنا فى الوسط ، دائرة إسطوانية كبيرة من الطوب ..
ويكسوها بطبقة من الطين ، تعلوها صينية نحاسية وسيعة لامعة ..
سرعان ماتتوافد النسوة ، يدخلن بلوازم الفطيرة ،
من سمن وسكر ولبن ، دقيق ومكسرات وزبيب ،
تكاد تكون انقرضت ، بعد أن كانت لها شنة ورنة ، فى زمن الجدات ..
لتحتوى فيه أم وحيد وبناتها ، وتجعل منه بوتقة تصهر فيها نساء وبنات الحي ،
فتعلم الأميات منهن ، وتنهض بوعى الغافلات ، وتداوى جراح المكلومات ،
وتختبئ من عاشور الفيل ، الذى مهما بلغت سفالاته وألاعيبه ، فلن يجرؤ على الإقتراب من بيت ، تعيش فيه وحدها ،
وإلا فتك به أبي ، ومن وراءه أهل الخان ..
فوق السطوح وقفت تشرف بنفسها ، على إفراغ عريشة الخزين من كراكيبها ،
ليبني لها الحاج سنطاوي البنا فى الوسط ، دائرة إسطوانية كبيرة من الطوب ..
ويكسوها بطبقة من الطين ، تعلوها صينية نحاسية وسيعة لامعة ..
سرعان ماتتوافد النسوة ، يدخلن بلوازم الفطيرة ،
من سمن وسكر ولبن ، دقيق ومكسرات وزبيب ،
يتحلقن حول أم
وحيد حيث تجلس ، يملؤها الحماس و الزهو ،
تدور بكوز نظيف ذى ثقوب ، ينساب منها العجين ،
كـأشعة الشمس على سطح الصينية المتوهج ،
تدور بكوز نظيف ذى ثقوب ، ينساب منها العجين ،
كـأشعة الشمس على سطح الصينية المتوهج ،
لتجمعها
خيوطا رشيقة من الكنافة ، التى ستخلطها بالسكر
والزبيب ،
والمكسرات والقشطة ، ثم تحشو بها مابين فطيرتين ،
ستفردهما بإتساع الصينية ، ليشهد العالم ميلاد أجمل وأشهى فطيرة كنافة ،
تشاركت أم وحيد الجديدة ، وبناتها الرقيقات ، تحت إشراف الجميلة منيرة ،
فى صنعها على نار الحطب الهادئة ، وتقطيعها إلى مربعات ساخنة ،
كخدود فاتنة يذهب توردها بالألباب .. لتنصرف بها النسوة ،
يمنين أنفسهن بليلة هانئة دافئة ، وتبقى منيرة وأم وحيد والبنات ،
ليتشاغلن بما بقي من شئون البيت وإعداد العشاء ،
تبقى من عليها الدور لتبيت مع منيرة ،
والمكسرات والقشطة ، ثم تحشو بها مابين فطيرتين ،
ستفردهما بإتساع الصينية ، ليشهد العالم ميلاد أجمل وأشهى فطيرة كنافة ،
تشاركت أم وحيد الجديدة ، وبناتها الرقيقات ، تحت إشراف الجميلة منيرة ،
فى صنعها على نار الحطب الهادئة ، وتقطيعها إلى مربعات ساخنة ،
كخدود فاتنة يذهب توردها بالألباب .. لتنصرف بها النسوة ،
يمنين أنفسهن بليلة هانئة دافئة ، وتبقى منيرة وأم وحيد والبنات ،
ليتشاغلن بما بقي من شئون البيت وإعداد العشاء ،
تبقى من عليها الدور لتبيت مع منيرة ،
وتغادر الباقيات راضيات ..
تمضى الأيام ، وتدوس منيرة بحذاء التجاهل والإحتقار ،
فوق وجه عاشور الفيل ، وصلفه وساديته ، وهوسه المرضي وخسته وسفالته ،
فلم تغنه عشرات المشاوير ، ذهابا وإيابا ، ولا الحيل المحبوكة ،
ولا الأقاويل المكذوبة ، فى لفت إنتباهها ، فضلا عن الوصول إليها بأى شكل ،
بعدما نجحت فى وقت قياسي ، بذكائها الهادئ الصامت ،
أن تستقوى بالضعف النسائي الذى جمعته حولها ،
فوق وجه عاشور الفيل ، وصلفه وساديته ، وهوسه المرضي وخسته وسفالته ،
فلم تغنه عشرات المشاوير ، ذهابا وإيابا ، ولا الحيل المحبوكة ،
ولا الأقاويل المكذوبة ، فى لفت إنتباهها ، فضلا عن الوصول إليها بأى شكل ،
بعدما نجحت فى وقت قياسي ، بذكائها الهادئ الصامت ،
أن تستقوى بالضعف النسائي الذى جمعته حولها ،
أن تذوب فى محيطها العملي الصغير الذى شكلته ،
فتنهمك فيه وتحتمي به ..
إلا أنه بموت خالتى عفاف ، بعد جراحة يائسة أجريت بقلبها ،
داعب الأمل خيال الأرمل المتصابي ، ونشط من جديد ،
ليجدد محاولات الوصول إلى منيرة ، والتشويش عليها ،
لكنها واصلت سحقه بكل هدوء وبرود ،
بإزدرائه وإنكار وجوده ، حتى قطعت دابره تماما ،
بإحباط كافة محاولاته للوصول إليها ،
إلا أنه بموت خالتى عفاف ، بعد جراحة يائسة أجريت بقلبها ،
داعب الأمل خيال الأرمل المتصابي ، ونشط من جديد ،
ليجدد محاولات الوصول إلى منيرة ، والتشويش عليها ،
لكنها واصلت سحقه بكل هدوء وبرود ،
بإزدرائه وإنكار وجوده ، حتى قطعت دابره تماما ،
بإحباط كافة محاولاته للوصول إليها ،
لتحل لعنة إجرامه ، وتحرشه بها
ومطاردته لها ،
ومحاولته النيل من سمعتها ، بعد يأسه منها ،
ومحاولته النيل من سمعتها ، بعد يأسه منها ،
لتدمر تجارته وتسود وجهه ،
وتهد كيانه ،
وتلقى به فى بئر الشرب والتحشيش ، مذءوما مدحورا ..
وتلقى به فى بئر الشرب والتحشيش ، مذءوما مدحورا ..
تنهى السنتين
المتبقيتين لها فى الكلية ، بحصولها على الليسانس بتفوق ،
ليتصاعد طموحها فى
استكمال الدراسات العليا ، بتشجيع من د.أحمد أبو
زهرة ..
فتكثف من قراءاتها ، وتضاعف من إنغماسها فى محيطها النسائي ،
فتكثف من قراءاتها ، وتضاعف من إنغماسها فى محيطها النسائي ،
بوجهها البشوش الجميل الذى يشع ضياءا
، وبروحها المتفائلة ،
وحركتها الرشيقة النشيطة ، تعلم وتحاضر ، وتنشر الوعي ،
وتحل مشكلات ، وتقيل عثرات ، وتدعم وتؤازر ..
وحركتها الرشيقة النشيطة ، تعلم وتحاضر ، وتنشر الوعي ،
وتحل مشكلات ، وتقيل عثرات ، وتدعم وتؤازر ..
هل أنا وحدى الذى
يرصد حرصها الشديد ، على
سد شبابيك الذكريات السلبية ..
يقظتها التامة لئلا تتسرب ولو قطرة من صنبور رغبتها ،
يقظتها التامة لئلا تتسرب ولو قطرة من صنبور رغبتها ،
ليبقى وعاء الإشتهاء لديها فارغا ،
محكم الغلق ، حتى تحدد هى وحدها ، متى يملأ ، ومن يملأه ؟!
محكم الغلق ، حتى تحدد هى وحدها ، متى يملأ ، ومن يملأه ؟!
هل أنا وحدى من
يندهش من قدرتها المذهلة ،
على أن تبقى أصابعها فى أذنيها ليل نهار ،
للحيلولة دون التأثر بعروض زواج تنهال كالمطر ،
بتلميحات حميمية ساخنة ، تشعل الخيال وتثير الكوامن ،
تفيض بها ثرثرات النسوة الشابعات الراويات الرائقات ؟!
على أن تبقى أصابعها فى أذنيها ليل نهار ،
للحيلولة دون التأثر بعروض زواج تنهال كالمطر ،
بتلميحات حميمية ساخنة ، تشعل الخيال وتثير الكوامن ،
تفيض بها ثرثرات النسوة الشابعات الراويات الرائقات ؟!
هل أنا وحدى الذى
يراها تسبل جفنيها ،
لتحجب عن عينيها أى صورة مثيرة أو حوار مكشوف ،
لتحجب عن عينيها أى صورة مثيرة أو حوار مكشوف ،
أو قبلة ساخنة عابرة ، فى أحد الأفلام ؟!
ألهذه الدرجة يمكن
للمرأة ، لو أرادت ، أن
تضع نفسها فى درجة أعلى من جمالها ،
أن تكون أقوى من غريزتها ، أن تحطم أصفاد الإحتياج ،
أن تكون أقوى من غريزتها ، أن تحطم أصفاد الإحتياج ،
أن
تتحرر من أوضار الشهوة ، أن تتخطى سياج الجسد
،
أن تذهل عن كلأ الرغبة ، وماء اللذة ، أن تتألق تصوفا وزهدا ،
لتصبح لوحة بإتساع الكون ، ملونة بألوان الكرامة والكبرياء ؟!
أن تذهل عن كلأ الرغبة ، وماء اللذة ، أن تتألق تصوفا وزهدا ،
لتصبح لوحة بإتساع الكون ، ملونة بألوان الكرامة والكبرياء ؟!
لوحة يكون الجسد
مجرد مكون من مكوناتها ، فلا يطغى
ولا يستذل ولا يستعبد ..
أنشودة ، يكون الجسد فيها آلة موسيقية ، تتبادل العزف وتشارك فى إبداع اللحن ..
متى يكون الجسد وسيلة للتواصل الإنساني المتبادل ،
القائم على الندية والإحترام والتفاهم ، من أجل التكاثر والإعمار والإستمرار ،
وليس نهبا للدونية والمازوخية والإنكسار ..
أنشودة ، يكون الجسد فيها آلة موسيقية ، تتبادل العزف وتشارك فى إبداع اللحن ..
متى يكون الجسد وسيلة للتواصل الإنساني المتبادل ،
القائم على الندية والإحترام والتفاهم ، من أجل التكاثر والإعمار والإستمرار ،
وليس نهبا للدونية والمازوخية والإنكسار ..
لشد ما أتلهف على
نتيجة تلك المعركة الضارية ،
والتحدى الوجودي الذى تخوضه خالتي منيرة مع الأيام ،
والتحدى الوجودي الذى تخوضه خالتي منيرة مع الأيام ،
لابد لمعركتها من نهاية ، فمتى ستنهيها ؟!
لابد لزهرة شبابها وجمالها
من رى ، فمن ياترى
سيرويها ؟!
لم تدم لهفتى
طويلا ، بعد أن بدأ اسم د. احمد ابو زهرة ،
يتردد أكثر فأكثر على لسانها ، محاطا بقدر من التبجيل والإحترام ،
بل والإعجاب لحد الإنبهار ، وبدء ظهور كتبه بين يديها ،
وترقب مواعيد محاضراته بعينيها ..
يتردد أكثر فأكثر على لسانها ، محاطا بقدر من التبجيل والإحترام ،
بل والإعجاب لحد الإنبهار ، وبدء ظهور كتبه بين يديها ،
وترقب مواعيد محاضراته بعينيها ..
أحمد ابو زهرة ،
ابن سوق النحاسين ،
الذى عرف من يومه بالإستقامة ومتانة الخلق ،
الذى عرف من يومه بالإستقامة ومتانة الخلق ،
والرجولة والتفوق ،
والفصاحة والتأنق ،
والذى لم يلبث بعد
عودته من بعثة لنيل الدكتوراة ،
وتعيينه فى قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب ،
وتعيينه فى قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب ،
أن زج به فى المعتقل لعامين إبان أحداث
سبتمبر ،
التى اعتقل فيها السادات عددا كبيرا من معارضيه ..
التى اعتقل فيها السادات عددا كبيرا من معارضيه ..
قررت أن استجمع شجاعتي
وأسالها ، حول كل ما يشغلني من شأنها ..
صباح النور ، خالتى الجميلة ، أم حنان ..
صباح النور ، خالتى الجميلة ، أم حنان ..
صباح الخير ، أيها
الشاب المكار البكاش ..
ماذا بدر منى يا
سيدتي الجميلة ، كى تصفيني بالمكر ؟!
عيناك اللامعتان
دائما ، تفضحانك ، علامات الإستفاهم بادية عليهما ..
يعني أسال ؟!
فلتؤجل أسئلتك
لوقت لاحق ، فقد تأخرنا ..
سؤال واحد مسافة
الطريق ، لأنى لن أطيق ..
مسرعة كعادتها ، تفضل ، سؤال واحد فقط ..
أبادرها ، متوقعا
أن تندهش وتغضب ..
ما
رأيك بالدكتور أحمد أبو زهرة ؟!
بكلمة واحدة ،
حاسمة قاطعة ..
رجل !
أو لسنا رجالا ؟!
والمرحوم ناصر .. ألم يكن رجلا ؟!
لم أقل هذا ، ولكن
د.أحمد ، رجل من طراز خاص ،
راح
إلى أوروبا وجاء ، حافظا لسانه من الإلتواء ،
عاد ولون سوق النحاسين فى جبهته ، محتفظا بصلابته وأصالته ،
وقف إلى جوار أبيه المسن ، حتى تزوجت أخواته ، وتعلم اخوته ،
عاد ولون سوق النحاسين فى جبهته ، محتفظا بصلابته وأصالته ،
وقف إلى جوار أبيه المسن ، حتى تزوجت أخواته ، وتعلم اخوته ،
كما وقف إلى جوار مصر فى
كل موقف ، مهما
كلفه ..
تواصل الحديث عنه
بلهفة ودون توقف ، وكأنها
ترتوي من ظمأ ..
كم بهرني جمعه بين التواضع ، وقوة الشخصية ، بين التبسط ،
والتانق ، التدين ، وخفة الظل ،
كم بهرني جمعه بين التواضع ، وقوة الشخصية ، بين التبسط ،
والتانق ، التدين ، وخفة الظل ،
بين
المثقف الأكاديمي ، والرجل الشعبي العادي ،
يأسرنى حديثه العذب المتدفق ، ثقافته الموسوعية ..
يأسرنى حديثه العذب المتدفق ، ثقافته الموسوعية ..
أقاطعها متشجعا ..
وماذا عن المرحوم ناصر ؟!
ناصر ! الله يرحمه
.. كم
كان نبيلا كريما ، شهما ، طيب القلب ،
لكنه كان اختيار الأنوثة
الجامحة الرعناء ، التى
تغيب العقل ،
كى لايعكر صفو النزوة ،تخدر الروح ، كى لاتعطل عنفوان الجسد ،
فترى السعادة فى المظهر والمال ،
كى لايعكر صفو النزوة ،تخدر الروح ، كى لاتعطل عنفوان الجسد ،
فترى السعادة فى المظهر والمال ،
فى
الشباب الواعد ، والوسامة ، والعضلات المفتولة ..
أما الآن ، فالإختيار سيكون لإمرأة مثقفة ناضجة
،
تحررت من سكرة الرغبة الضاغطة ، ومن مرارة الخسة الصادمة ،
وانتهت لتوها ، من ترميم بنيان شخصيتها ،
تحررت من سكرة الرغبة الضاغطة ، ومن مرارة الخسة الصادمة ،
وانتهت لتوها ، من ترميم بنيان شخصيتها ،
من
تقوية دعائم ثقافتها ، من ضبط
توازن إحتياجاتها ورغباتها .. لتختار رجولة النضج
والعقل والفكر ، الثقافة والأصالة ،
العطاء والتضحية والأمانة والجمال ، جمال الرجولة ،
وحضورها الطاغي ، وعطرها الأخاذ ، وحديثها الآسر ..
العطاء والتضحية والأمانة والجمال ، جمال الرجولة ،
وحضورها الطاغي ، وعطرها الأخاذ ، وحديثها الآسر ..
كل هذا رأيتيه فى
د. أحمد أبو زهرة ؟!
وأكثر منه ..
ضاحكا بخبث ..
يبدو أننا اقتربنا من محطة الوصول ،
وسنسمع أخبارا مفرحة قريبا ..
وسنسمع أخبارا مفرحة قريبا ..
تقرصني بيدي ..
امشي ياشقي ، لما نخلص مناقشة الرسالة الأول ..
لم يعد لديها وقتا لغير ابنتها ودراستها ، ومشروعها الواعد ،
لرعاية وتعليم وتوعية نساء وبنات الحي ،
امشي ياشقي ، لما نخلص مناقشة الرسالة الأول ..
لم يعد لديها وقتا لغير ابنتها ودراستها ، ومشروعها الواعد ،
لرعاية وتعليم وتوعية نساء وبنات الحي ،
ولم تبقى لنا وقتا لأى
شيئ آخر ، بعد أن
شغلت أمى معها فى مشاكل النسوة ،
لاسيما الأرامل والمطلقات والعوانس ، وشغلت أبى فى جمع التبرعات ،
من أهل الخير فى الخان وخارجه ، لدعم ما تكتشف بين المترددات عليها ،
من حالات إنسانية تحتاج لدعم خفي يحفظ كرامتهن ،
أو لتوفير فرص عمل لأزواجهن وأبنائهن ، بدلا من المناكفة والإدمان ..
لتخصنى أنا بالنصيب الأكبر من اللف ورائها ، فى مشاوير الكلية وشراء الكتب ،
لاسيما الأرامل والمطلقات والعوانس ، وشغلت أبى فى جمع التبرعات ،
من أهل الخير فى الخان وخارجه ، لدعم ما تكتشف بين المترددات عليها ،
من حالات إنسانية تحتاج لدعم خفي يحفظ كرامتهن ،
أو لتوفير فرص عمل لأزواجهن وأبنائهن ، بدلا من المناكفة والإدمان ..
لتخصنى أنا بالنصيب الأكبر من اللف ورائها ، فى مشاوير الكلية وشراء الكتب ،
ومايلزمها من مصالح
وإحتياجات ، إستعداد للزواج ،
لأكتشف على يديها عالما سحريا ،
لأكتشف على يديها عالما سحريا ،
لم أكن أعرف
عنه شيئا ، اسمه :
عالم
الأنثى الجميلة المقاتلة !